في كل نقاش أو جدال أو عرض لوجهات النظر مع من يقف ضد المجلس الإنتقالي وتوجهاته، يسارع الكثير من هؤلاء لاستخدام ورقة طارق عفّاش، فما أن تحاصره بالبراهين والحجج، إلا ويستل سيف طارق، فيقول تلك الجملة الشهيرة "أنتم من احتضن طارق، وتحت حمايتكم دخل عدن وفتح معسكراته فيها"..!
وكأنه كشف الأسرار، وهدم الأستار بهذه المعلومة، ويظن أنه قد أقام الحُجة وكسِب الحوار والمناظرة بالضربة القاضية..!
هؤلاء هم طوارق الجنوب، فمهما شرحت وتحدثت عن أهمية وجود مقاومة شمالية لمقاتلة الحوثيين، لن يفهموا، ليس لأنهم أغبياء، بل لأنهم لا يريدون أن يفهموا، لأنهم ان فهموا سيخسرون هذه الورقة، ولن ترتوي نرجسيتهم بهراء الحقيقة الحصرية التي يعرفونها وحدهم..!
ما يُثير الغرابة أكثر هو أن يُعايرك بموضوع طارق أحد المطبلين للنظام الذي أخرج لنا طارق..!
تجد هؤلاء المصابين بداء التناقض يمتدحون علي عفّاش (عم طارق) ويمجدون نظامه وأيّامه، ويتغزلون بحزب صالح وأولاده ويطالبون بعودتهم، ويكررون على مسامعنا أنهم رجال دولة، ثم وبكل بجاحة يأتي لينتقد الإنتقالي أنه سمح لطارق بالتواجد في عدن لفترة زمنية قصيرة، للإستعداد قبل التوجه للساحل الغربي.
وجود حليف صادق في محاربة المشروع الحوثي في الشمال يعتبر ضرورة قصوى، فالشرعية المهترئة لم تعد محل ثقة لأحد، فالجنوبيين لا يثقون بها، والتحالف أيضاً لم يعد يثق بأدواتها كثيراً، وكان لا بُد من وجود الطرف الآخر في الميدان.
قاتل الجنوبيين في الساحل الغربي بجانب قوات طارق ومقاومة تهامة، وحققوا إنتصارات عظيمة، والتنسيق والتعاون كان جيد، وهذا دليل أنه عندما توجد مقاومة شمالية حقيقية سيتحقق النصر بأقل التكاليف، فما المانع من دعم طارق واستغلال اسمه لمواجهة المشروع الحوثي..؟
تذكروا أنّ علينا تعلُّم مصافحة الشيطان، والمحافظة على طهارتنا في آن واحد، فهذه السياسة وتلك الاعيبها..!
فجأة، وبعد كل هذا النقاش والجدال مع هؤلاء الطوارق، تأتيهم نوبة التناقض المعتادة، ليقول لك أحدهم أن الإنتقالي لا حُكم له وليس له علاقة بموضوع طارق، فالتحالف من أحضره ودعمه..!
إذاً لماذا تلوم الإنتقالي على شيء ليس له علاقة به..؟
فيعُم الصمت المكان، ليجيبك بعد إنقضاء بُرهة من التحديق والإنتظار، قائلاً:
أصلاً أنتم عبيد للإمارات، لماذا عيدروس وهاني بن بريك يلبسون اللبس الإماراتي..!