الإ صلاح : و عدم ادانتهم ‘‘ لفتوى التترس الشهيرة ‘‘

2013-04-23 09:13

الإ صلاح : و عدم ادانتهم ‘‘ لفتوى التترس الشهيرة ‘‘

 

‘‘ خلطة الحريو ‘‘  ومعركة الإخوان في تعز *

لا أدري كيف يدار حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن يرسم السياسات فيه, فالأخطاء الكبيرة والغير مبررة التي ارتكبها الحزب خلال الأشهر الماضية تدل على أن المصالح الشخصية  لبعض المتنفذين- وليست المصلحة العامة- داخل الحزب هي من تتولى رسم السياسات.

لم يفق الاصلاح بعد من صدمة خسارته الشعبية الهائلة التي تكبدها في الجنوب جراء تنظيمه لاحتفالية 21 فبراير المشئومة في ساحة العروض بعدن حتى ينقل المعركة الى تعز وبنفس الأدوات.

يظهر أن التترس خلف الأخطاء "فرض عين" عند الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح, فتمسكهم بكل أخطائهم التاريخية ابتداءً من اصرارهم على شرعية حرب 94م وعدم ادانتهم "لفتوى التترس الشهيرة" الى اليوم, يدل على أن التترس ركن من اركان الايمان لديهم.

نفس الأخطاء التي ارتكبت في الجنوب وأدت الى اضمحلال شعبيتهم, ترتكب اليوم في تعز وبنفس المنهجية, وكأن الاصلاح في سباق مع الزمن لهدر وإحراج كوادره في كل مكان خدمة لمصالح ضيقة لبعض المتنفذين فيه, فخسارة الاصلاح في الجنوب من اصراره على بقاء المحافظ وحيد رشيد في عدن لا توازيها إلا خسارته في تعز بسبب اصراره على عزل المحافظ شوقي هائل.

الصراع السياسي على المناصب والمصالح مشروع,  واعتراضنا هو على الأدوات التي يستخدمها الاصلاح في معركته في تعز, فهو يخوض معركته السياسية في المحافظة بأدوات وثقافة مستوردة من محافظات أخرى, فالبلطجة والتقطع وشغل العصبات والمُبندقين ليست من ثقافة ابناء تعز, لذلك تجد الكثير من كوادر الاصلاح داخل تعز نفسها في حالة انفصام ما بين رغبات حزبهم وثقافة " تَعزَهُم ".

شوقي ادار المحافظة بذكاء شديد وحنكة عالية لعلمه بحساسية صراع الهيمنة عليها, الذي تسعى له الكثير من القوى, وليس من مصلحة المحافظ ولا من مصلحة اسرته أن يكونوا محسوبين على هذا الطرف أو ذاك, لهذا ابتكر " المفاضلة " كوسيلة للتعيينات, أملاً منه في أن يوقف هذا الاسلوب الموضوعي والمهني الصراع المحموم بين مختلف مراكز القوى, والغريب أن أغلب القوى – قديمها وحديثها - رضخت لنتائج المفاضلة, ولم يشذ عن القاعدة إلا الاخوان المسلمين الذين اعتادوا التغريد خارج سرب القوى الوطنية ليس في اليمن فقط انما في كل بلدان الربيع العربي.

طبعاً الفجور في الخصومة هو طبع الإخوان, نقلوا معركتهم – الغير نزيهة – مع المحافظ الى معركة مع مجموعة هائل, ووصل الأمر الى أن اختصموا حتى " بسكت أبو ولد ", معتقدين أنهم يلوون الذراع التي قد تؤلم بيت هائل.

نسي أو تناسى القائمون على صناعة القرار في الإصلاح أن وجود بيت هائل في تعز سبق وجود الاصلاح كحزب بعقود, وأن بيت هائل ليسوا مجرد تجار أسهموا- نوعاً ما - في حل مشكلة البطالة في تعز بشكل خاص, إنما هم جزء من الثقافة المدنية والاجتماعية لأبناء المحافظة, فكما تفاخر صنعاء بقادتها العسكريين ومشائخها القبليين, تفاخر تعز بمثقفيها وبيوتها التجارية كأسرة بيت هائل التي وصلت الى كل منزل في اليمن عبر " بسكت أبو ولد " وليس عبر " بندق أبو تاج ".

وكما كانت حساباتهم في الجنوب خاطئة في مهرجان 21 فبراير, أخطأت حساباتهم في تعز, فقد تعاظم التعاطف الشعبي مع بيت هائل ليس في تعز وحدها إنما في أغلب المحافظات اليمنية وخرجت مسيرة ضخمة مؤيدة لشوقي هائل لم يكن يحلم بها أي حزب سياسي, وكما أضافوا للحراك الجنوبي - بعد جريمتهم في عدن - زخماً بشرياً وجعلوه الرافعة لمشروع الجنوب السياسي, أضافوا لبيت هائل صفة جديدة وجعلوهم الحامل لمشروع تعز السياسي المدني, وتجسد ذلك في التفاف الجميع حول بيت هائل بما فيهم حتى السلفيين وكل شركاء الاصلاح في المشترك وعلى رأسهم الاشتراكي والناصري" الحليف التقليدي للاخوان", اضافة الى النخبة الثقافية والاجتماعية.

المعركة اليوم في تعز ليست بين أطراف سياسية كما يحاول الاصلاح أن يُظهرها, انما هي بين ثقافات مختلفة, لذلك فقد توحد أغلب أبناء المحافظة - وبشكل تلقائي - بمختلف انتماءاتهم السياسية بما فيهم بعض الاخوان في الجانب الحامل لمشروع تعز المدني, وتوحد الإصلاحيين و " المصلاحيين " الحاملين لمشروع البلطجة والعسكرة الآتي من وراء الجبال في الجانب الآخر.

أعتقد أن أصل المشكلة في " خلطة الحريو " التي يتكون منها الاصلاح, فلا يوجد انسجام بين أركانه الأربعة (القبلي, السلفي, العسكري, الإخواني) المتصارعة داخل الحزب نفسه على السلطة والثروة, بل ان تلك الخلطة هي العائق الرئيسي أمام التجمع اليمني للإصلاح في مختلف المحافظات, فأبناء المحافظات الجنوبية لديهم مشكلة مع الجناح العسكري " الغازي" والقبلي " الناهب " والسلفي " المفتي" في حرب 94م, وأبناء تعز واب والحديدة لديهم مشكلة مع الذراع القبلي والعسكري الساعي الى عسكرة  ونهب تلك المحافظات بما يتنافى مع ثقافتهم المدنية, وأغلب أبناء الشمال من ذمار الى صعدة لديهم مشكلة مع الجناح السلفي والإخواني الذي يتنافى مع ثقافتهم الدينية.

علي البخيتي

[email protected]

* العنوان الاصلي للموضوع