روسيا وأمريكا والسباق نحو الجنوب

2019-03-24 12:20

 

  • روسيا تبدأ مرحلة جديدة في رحلة صعودها مجدداً نحو العودة كقطب ثانٍ لقيادة العالم، بعد سنوات من استفراد الأمريكان، ويبدو أن لعبة التوازنات في العالم قد تنعكس مجدداً على الجنوب.
  • الروس لا يتوانون في الدخول وبقوة في الملفات الساخنة التي يرتبطون بها بإرث تاريخي، فعلوا ذلك في سورية، ليضعوا قدماً لهم في ذلك الجزء المهم من العالم، وهاهم اليوم يتحركون وبقوة بسرعة خاطفة نحو الجنوب.

 

  • علاقة الروس بالجنوب قديمة وهي كانت الجناح الذي احتوى هذه الدولة عسكرياً ليجعلها في مصاف أقوى دول منطقة شبه الجزيرة العربية، لتنقطع تلك العلاقات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لتدخل أمريكا على خط الدولة الجديدة (الجمهورية اليمنية) في إيذان لانحسار الدور الروسي واحلال الأمريكان بدلاً منه.
  • بالمقابل تحركت أمريكا مؤخراً وعبر لسان سفيرها للتعبير أنها لا تدعم التقسيم في اليمن في إشارة إلى عدم رفضها التام وهي بلغة السياسيين تنتظر عروضاً تثّبت موقفها أو ربما تغيره بحسب اتجاهات رياح المصالح الجنوبية وهي تقدم نفسها في طريق الحفاظ على مصالحها التي لا تريد أن تفقدها في اليمن والجنوب خصوصاً.

 

  • الجنوب بما يمتلكه من موقع جغرافي يحتفظ بأوراقه كاملة ويمتلك ما يسيل لعاب كل القوى الكبرى، وتلك الدول لا تبني سياساتها من أجل الوحدة أو الموت أو حلم الأقاليم وإنما على مبدأ المصلحة التي ستعود التي ستكسبها مقابل تلك المواقف، والجنوب وهو يقدم نفسه كصاحب الأرض ومن يمتلك الشرعية الشعبية الحقيقية، فهو يضع نفسه كالمتحكم الوحيد في ملف الجنوب والقادر على إدارته بما يمتلكه من أدوات أثبتت فعاليتها وجدارتها من بعد اجتياح 2015.

 

  • التنافس الدولي على أشده ودخول الجنوب في لعبة الكبار يحمل من المخاطر الكثير لكنه كفيل باختصار الكثير من الخطوات للوصول إلى الاستقلال في ظل ادارة ناجحة وذكية لملف التفاوض وقدرة الانتقالي على تقديم عروض تحفز العالم لقبول مشروع استعادة الدولة، بالمقابل ستكون هناك معارضة كبيرة من الشرعية التي ستفقد مصالحها هي ومن لايزال يرتبط بها، لكن مربط الفرس سيكون بقدرة الانتقالي على توفير مناخ جديد يحفظ مصالح الإقليم تحت سقف الحفاظ على مصالح الجنوب أولاً.

 

  • اليوم يحرك الانتقالي المياه الراكدة ويلقي الضوء وبقوة نحو مشروع الدولة الجنوبية فسفراء الدول باتوا يتحدثون عن تأييد أو رفض التقسيم ! في إشارة إلى تعالي الأصوات ووصولها للمجتمع الدولي، بعد سنوات من التعتيم من القوى المتنفذة شمالاً المتحكمة بالشرعية، وبلا شك تبقى لغة السياسة الدبلوماسية في تلك التصريحات قابلة لأن تراوح مكانها باختلاف واقع جديد سيقدمه الانتقالي.
  • المؤشرات تدل على تغير كبير في مواقف الدول الكبرى بما يخص القضية الجنوبية، ويبدو أن المجتمع الدولي سيحسم امره بخصوص ملف الحرب اليمنية بما يحفظ به امن مصالحه في أهم طرق العالم التجارية، وترتيبات الجنوب تشير الى استعداد كامل لسيناريوهات المرحلة القادمة، بما فيها استعادة الدولة الجنوبية.