حين نتحدث عن حضرموت اليوم، وسط هيجان الأمواج العاتية مع كل زوابعها في ظل محيطها المحلي والإقليمي بل والدولي أيضا، فإننا نتحدث عن خصوصية مكانية وتاريخية تتميز بها المحافظة بكل ما تعنيه مفردة «التميز» من حقائق الواقع والجغرافيا البشرية، وهي مثار إعجاب يلفت كل زائر لها بما قد تحقق فيها منذ انتهاء نصف أزمتها وبقي واديها الذي لايزال يراوح مكانه تحت سلطة الاحتلال بالأمر الواقع.
العثرات والمشكلات التي رافقت وترافق العمل المدني بكل أنشطته الإدارية والاقتصادية والتعليمية والخدماتية هي مبعث رضا الجميع، وإن كنا نبحث عن المزيد في ظل حالة التطبيع الواقعي للحياة شيئا فشيئا، أمنيا واقتصاديا، حيث بدأت عجلتها تتحسن ويلمسها المواطن كواقع مقارنة بنظيراته من المناطق الجنوبية (المحررة)، والزائر لحضرموت يأخذ هذا الانطباع عنها.
في حديث القيادة، التي جمعت الحنكة الإدارية والعسكرية، أبرز سيادة المحافظ اللواء فرج سالمين البحسني، لـ «قناة حضرموت» مدى ما يمتلكه من رؤية تجاه تغيير نمطية الصورة بحضرموت إلى صورة عصرية تحملها جناحا الأمن والتنمية، ووضع تصوراته لما يرسمه لها من صورة مشرقة ينعم بها المواطن بحقه في العيش والأمن والتعليم والصحة، وهو ما تناوله في مجمل المشاريع الآنية والإستراتيجية القادمة.
لعلنا نتفق ونختلف في الآليات التي تتبعها القيادة لمعالجة القضايا الملحة للمحافظة وعلى وجه الخصوص في الجوانب الخدماتية، وكذا في معالجة ملفات الفساد وهي التركة الثقيلة التي تركها النظام السابق بامتداداته العفاشية بكل أثرها القيمي العفن، وهو ما يحتاج منا للالتفاف ومعاضدة القيادة المحلية في استئصاله وقطع يده، الأمر الذي وضعته القيادة في سلم أوليات مهامها الـ (16) التي حددتها لنفسها لحظة استلامها السلطة.
حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس، فهي قد وعت دروس الماضي، ولديها من أبنائها من هم على استعداد لخدمتها والتضحية من أجلها، ولها مرجعيتها التي هي بمثابة الحارس الأمين على مصالحها والقادر على إدارة ملفاتها وفق مخرجاته باقتدار، ولها من الكوادر ما تترجم طموحات وآمال أبنائها إلى واقع ملموس طالما أن الجميع يعملون على تغليب مصلحة محافظتهم فوق كل المشاريع الذاتية الضيقة، ويكفي من ذرف دموع التماسيح عليها دون تضحية وتقديم شيء من أجلها، فرص الصفوف والاعتراف بالمرجعية والمخرجات وحماية القيادة شعبيا ونخبويا ودعمها وإفساح المجال لها يكون ذلك بالعمل في هذه الظروف الصعبة والانبراء لأي جهة تحاول المساس بحضرموت مع الاحتفاظ بحق التقويم عند الضرورة.
حفظ الله حضرموت من كيد الأعداء، ومن حماقات وثرثرات بعض أهلها، وأدام الله عليها نعمة الأمن والتنمية وقيادتها الرشيدة.