صلينا على روحه الطاهرة في ساحة الثورة الجنوبية الثانية، ساحة العروض في خور مكسر، ورافقنا موكب تشييعه إلى العريش متجها إلى الدرجاج بأبين ليوارى الثرى في مقبرة أهله وذويه.
منعنا عن مواصلة السير حتى الدرجاج انعدام المحروقات في محطات البنزين في عدن.
تقييمي للحاضرين أمس مراسيم الصلاة على روح فقيد الجنوب مقبل.. الحاضرون هم ثوار الجنوب الصادقون القدامى، ثوار عاصروا مراحل الثورة الجنوبية التحررية الأولى من بداية الخمسينات وآخرون ممن عاصروا الثورة التحررية الثانية منذ الاحتلال اليمني الغاشم في 94م.
أمس التقينا بوجوه افتقدناها منذ زمن طويل، وكنا اعتقدنا أننا لن نلتقي بعد فراق طال.
اليوم شعرت برائحة النكهة الجنوبية الأصيلة جمعتنا الأحزان وحولناها إلى أعراس وانبعاث روح الاطمئنان بأن الجنوب لايزال بخير.
نم قرير العين ايها الصنديد البطل الصبور علي صالح عباد مقبل. كنت حيا وعنوانا بارزا للصمود والثبات والتحدي للصعوبات والمخاطر.
ورحلت شامخا كشموخ جبال الجنوب الطانبه جذورها في باطن الارض الجنوبيه الجريحه.
حضور الصلاة على روحك الطاهرة كان حضورا مميزا خاليا من لصوص السطات الفاسدة، حضور تميز بأشرف وأنبل الرجال في الجنوب حتى الحاضرون من السلطات عسكريين ومدنيين هم من أنبل من عرفناهم، أما عتاولة اللصوصية والفساد فقد منعتهم كبرياؤهم الهابطة من أن يشاركوا في رحيل أنبل وأشرف من أنجبته الجنوب حرا عفيفا نزيها، إنه البطل المغفور له المناضل الجنوبي الكبير علي صالح عباد مقبل، تقبله الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.