الجوال ومايحويه من برامج اجتماعية وتواصل عبر العالم هو اختراع في غاية الأهمية للبشرية .. وبهذا الجهاز الصغير اصبح بالإمكان التواصل مع اي نقطة في الكون المأهول والفضاء مباشرة وفي نفس الوقت بالصوت والصورة !! وهذا اختراع مدهش وخارق لا يمكن تصوره .
ولأن لكل انجاز علمي او تقدم حضاري سلبياته فإن هذه الوسيلة التي اخترعت لتكون حلقة التواصل بين البشر اصبحت حلقة تقاطع بين افراد الأسرة في المنزل !!!! وسبب للكثير من المشاكل الأسرية في البيوت لسوء استخدامها من بعض افراد الأسر.
كل المجتمعات تعاني من هذه المشكلة التي اصبحت ظاهرة سيئة حتى المجتمعات المتقدمة.
هذه الظاهرة تجد آثارها السلبية على حياة الناس وتشعر بها عندما تكون في اي مجلس .. تكاد لا تسمع كلمة ولا احد يشعر بالآخر الجالس بجانبه و عندما يغادر احد الجالسين لا يحس به الاخرون !! ويسألون بعضهم : اين فلان !! لأن كل واحد يسبح في فلكه الخاص ويفقد التواصل والشعور مع جميع المحيطين به ويركز فكره واحساسه في ما يراه في الشاشة فقط .
اغلب مريدي تلك المواقع هم جيل الشباب , تراه بين اهله في المجلس يحدق ببصره وفكره في شاشة الهاتف ويحرك أصابعه بالكتابة والرد على الرسائل او يضع سماعة الهاتف في اذنه ويستمع للأغاني والمقاطع ويتيه في عالمه الافتراضي الذي يبعده عن محيطه القريب ليحلق في فضاء ليس له اول ولا آخر ! عندما تكلمه لايسمعك وان سمع لايفهم وان فهم لايهتم !! في الوقت الذي لا يفصل بينكما الا سنتيمترات فقط !!! .
كارثة بكل المقاييس.
ان الإدمان على استخدام الهاتف ومواقع التواصل من أعظم الكوارث التي ابتلينا بها في العصر الحديث بما تحويه من برامج تحاصر الفكر وتخلق جيلا أسيرا لتلك الأجهزة , لو انك طلبت من احدهم حساب ناتج ضرب 6×6 للجأ الى الجوال ليحصل على النتيجة .
ببساطة / هذا الجوال قضى على استخدام العقل وهمشه ومنحه اجازة مفتوحة لا تنتهي الا بالوفاة !! .
والأن هذه اصبحت ظاهرة مرضية خطيرة لابد من البحث عن علاج لها وعلاجها يحتاج الى جهد كبير وتثقيف خاص للتحذير من مساوئها في المدارس والمساجد لأنها اصبحت ظاهرة سيئة بحاجة الى قوانين تنظم استخدامها في البيت والمدرسة . وهذا يتطلب جهودا مشتركة أولها يبدأ من البيت ثم المدرسة وينتهي بالمجتمع من اجل الحد من الادمان عليها وهنا نورد بعض الافكار التي قد تساعد في ذلك :
__ منع استخدام الجوال في المدارس اثناء الدراسة .
__ منع استخدامه في السيارات اثناء القيادة وتشديد العقوبة على السائق المستخدم وفرض عقوبه تاديبية على الراكب المستخدم .
__ تخصيص وقت محدد الاستخدامه في البيت ضمن برنامج زمني محدود مثلا بعد الظهر ساعة وبعد العشاء ساعة .
__ منع استخدام الجوال في المجالس الا للضرورة والرد على الاتصال واقفال برامج التواصل احتراما للجلساء .
__ بالنسبة للشباب والاطفال يجب وضع برنامج صارم للاستخدام في المنزل على الا تزيد فترة السماح باستخدامه عن 3 ساعات في اليوم على ان يتم سحب اجهزة الجوال اثناء النوم ووضعها في مكان تحت رقابة الأب او الأم .
هذه افكار بسيطة كنصيحة للجميع ممكن تطويرها او تعديلها حسب الحاجة للحفاظ على اجيالنا من الضياع .