قلنا سابقا أن الأمم المتحدة جهاز أممي تابع للدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وأن الأمناء العامون للأمم المتحدة هم موظفون لدى الدول الكبرى وهي من ترشحهم لشغل المنصب وأن تصريحاتهم لا تنشر إلا بعد إستئذان مراكز القرار والحصول على أمر سماح بذلك , ولا نلومهم لأنهم في الحقيقة موظفين يأتمرون بأمر تلك الدول التي تصرف عليهم وتدفع معاشاتهم (واقصد بذلك الدول الكبرى) .
غوتيريش التقط الضوء الأخضر (او سمح له) من التصريحات الصادرة من وزير خارجية أمريكا ووزيرة دفاع فرنسا ووزير خارجية بريطانيا وغيرهم من المسئولين الأوربيين وخرج ليدلي بتصريح طال انتظارة حول مأساة اليمن .
الجديد في الامر ليس رفع الحضر عن الأمين العام للأمم المتحدة من قبل أمريكا ليصرح بوجوب التزام اطراف النزاع بوقف الاعمال العدائية والذهاب الى طاولة الحوار .. بل بالمواقف الدولية المتغيرة بحسب المستجدات الطارئه والأهواء التي استخدم بعضها مقتل خاشقجي ذريعة للضغط على السعودية في هذا الإتجاه .
ومع ذلك يبدو ان العد التنازلي لوقف الحرب قد بدأ لأن المحرك الرئيسي امر بوقفها ! لا احد يستغرب هذا الكلام لان من بيده قرار وقف الحرب في اليمن ليس التحالف ولا المليشيات بل هي أمريكا لانها قادرة على فرض قرارها على الجميع .
امريكا التي ظل موقفها ضبابيا من حرب اليمن , رفضت تصنيف ( انصار الله) الحوثيين منظمة إرهابية مثل (حزب الله) !!! .... لماذا ؟؟
لأن إيران ليست عدو أمريكا ولا اسرائيل كما يشاع في اعلامهم . وفرض العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي ليس الا خلاف بين صديقين من منهما ستكون له السيادة والكلمة العلياء في المنطقة . لأنها تجمعهما مصالح مشتركة واستثمارات كبيرة ولا يوجد اي عداء حقيقي بين امريكا وإيران فقط ضحك على دقون العرب ! .
نحن في اليمن نتمنى وقف هذه الحرب والعيش في امن وأمان..
لكن نتساءل : عن كيفية ايقافها وماهي الآلية التي تتوقف بموجبها وماهو مصير المليشيات وسلاحها والمجلس الانتقالي الجنوبي ومطالبه والشرعية وحكومتها وهل نظام الاقاليم سيطبق ام اقليمين ام ثلاثة وماهو مصير الرئيس ونائبه وحكومته ؟ اسئلة كثيرة لدينا نبحث لها عن اجابات نظرية فقط لان القرار ليس قرارنا في اليمن .
لكن من حيث المبدأ نحن مع وقف الحرب شرط ان تسحب اسلحة الدولة التي بيد المليشيات حتى لا تعود لاستخدامها مرة اخرى وكذلك حل القضية الجنوبية التي اصبحت قضية اليمن المحورية ولن تنجح اي عملية سياسية الا بحلها حلا عادلا يرضي ابناء الجنوب .
وفي الختام نتمنى من كل قلوبنا ان تنتهي هذه الحرب ويحل محلها السلام والوئآم والمحبة ويسود التسامح فيما بيننا على اي نتيجة تفرزها هذه الحرب فإن كنا اقاليم او منفصلين في دولتين يجب ان يبقى الرباط الاخوي بيننا مثلما كان قبل عام 90م ويعم الأمن والأمان والسلام في بلادنا وبلاد المسلمين .
نسأل الله ان يحقق امنياتنا هذه انه سميع مجيب .