أما آن لهذه الحرب ان تضع اوزارها ؟

2018-10-31 07:16

 

تتوالى الدعوات في الآونة الأخيرة لوقف الحرب في اليمن من منظمات وجهات دولية كبرى آخرها وابرزها دعوة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لوقت الغارات على المناطق السكانية. كما دعت وزيرة الدفاع الفرنسية بوقف الحرب نهائيا , الوزير الأمريكي طالب صراحة بوقف الهجمات الجوية والصاروخية والطائرات المسيرة في المناطق الآهلة لما سببتها من كوارث في اوساط المدنيين .

هذه الدعوات لاشك سيكون لها اثرا كبيرا إذا ما تحركت الدولتان أمريكا وفرنسا وضغطت في اتجاه وقف الغارات الجوية او وقف الحرب نهائيا لما تتمتعان به من ثقل سياسي وعسكري دوليان .

 

وقد جاءت هذه الدعوات في ظل استمرار المبعوث الدولي مارتن غريفيث في  عقد لقاءات مستمره مع الاطراف اليمنية في محاولة لعقد مباحثات مزمعة في نوفمبر القادم وهو ما اكد عليه الوزير بومبيو .

 

الشعب يتمنى ان تنتهي هذه الحرب في اسرع وقت ممكن لما يعانيه من مشاق في معيشته وأمنه وحياته اليومية التي اصبحت جحيما لايطاق بسبب التردي الامني والغلاء والبطالة وانهيار العملة المحلية .

ومع ترحيبنا بهذه الدعوات التي قد تساعد في انهاء الحرب خاصة وأنها صادرة من دول كبرى مؤثرة في القرار الأممي ولها تاثير كبير على دول المنطقة وباستطاعتها ممارسة الضغط على التحالف وعلى المليشيات ومن يدعمها ويساندها لوقف الحرب . إلا ان نتائج هذه الدعوات اذا انتهت الحرب غير واضحة ! خاصة مع تشدد المليشيات في السابق ورفضها تنفيذ اي من قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بتسليم السلاح والانسحاب من المدن او بالأحرى الالتزام بالمرجعيات التي تتمسك بها الشرعية .

وبما ان العمل على إنهاء الحرب لابد ان يكون بالتفاوض المباشر على نقاط محددة وجدول اعمال واضح .. واذا نظرنا الى المشاورات السابقة نجد ان الشرعية تتمسك بالمرجعيات الثلاث (تنفيذ قرارات مجلس الامن والمبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار) التي ترفضها المليشيات جملة وتفصيلا فيما تطالب بالتفاوض على نتائج الحرب لأن فيها ضمان لبقائها قوية ولديها سيطرة تامة على اكثر من 10 محافظات أهمها صنعاء مما يعزز موقفها التفاوضي .

 

كما ان المجلس الإنتقالي الجنوبي له رأي آخر وهو يسير في اتجاه انفصال الجنوب واستقلاله نهائيا وانهاء الوحدة مع الشمال ويحاول ان يكون ذلك عن طريق المشاركة في اي مشاروات مقبله لطرح وجهت نظره في حل القضية الجنوبية تزامنا مع حل انهاء الحرب في اليمن وقد أجرى مباحثات مع مساعد البعوث الدولي في عمان(الاردن) انتهت امس لبحث كيفية المشاركة في اي مشاورات مقبله اوتفاوض على حل سياسي لانهاء الحرب في اليمن  .

 

لاشك ان هذه الملفات معقدة وليس من السهل حلها في وقت واحد إذ أن عدم التقارب في المواقف والتشدد الحوثي وسيطرته على كل المحافظات الشمالية(الجمهورية العربية اليمنية) واستمرار الدعم الايراني والغير ايراني يعزز مركزه التفاوضي ليطرح شروطه التي من غير المعقول ان يقبل بها التحالف والشرعية.

 

كما ان الشرعية لايمكنها التفريط في تمسكها  بالمرجعيات لأنها اساس قوتها ومرتكز شرعيتها ومنها تستمد وجودها ونفوذها وبقائها.

ويبدو من الصعب توافق هذه الأضطداد الا بهزيمة المليشيات عسكريا حتى في بعض الجبهات لكي تتنازل عن تشددها ويمكن التفاوض على أدنى المقبول محليا واقليميا .

اما ان يتم التفاوض معها في ظل قوتها وفرض شروطها فأعتقد ان الحرب ستطول إلا اذا قرر التحالف التخلي عن الحرب واعلان انسحابه وهذا مستحيل طبعا .

 

ومع كل هذه التعقيدات نتمنى ان تنتهي الحرب وننعم بالسلام والامن والامان بعيدا عن تسلط المليشيات او فكر إحتلال المركز المقدس وهيمنة عصابات اللصوص والسرق التي عاثت في الارض فسادا والتي لاتزال موجودة في مراكز القرار لدى الشرعية ولدى المليشيات . . هذه العصابات التي وأدت الوحدة في بدايتها ودمرت البلاد والعباد مستحوذه على موارد البلاد لتصنع منها امبراطوريات مالية في الوقت الذي يموت الشعب جوعا.

لايمكن للماضي ان يعود وتتسلط تلك العصابات من جديد و (على كل واحد  اصلاح بابوره لنكون اخوة اشقاء متجاورين بدلآ من  اعداء متقاتلين) .