الخلافات البينية الجنوبية .. هل من توافق؟

2018-08-11 04:38

 

▪القواسم المشتركة هى اساس اي تفاهمات او توافقات بين التيارات المختلفة لأن القضية الوطنية قضية الجميع والإلتفاف حولها هو طوق النجاة الواقي من الاقتتال الداخلي والحروب الأهليه والخلافات الحزبية اذا التزم بها الجميع .

ومن المؤكد أن القضية الوطنية هي مسئولية الجميع وعليهم مجتمعين الدفاع عنها لأن الوطن للجميع ولا يختزل في شخص او حزب او تيار او منطقة .

والمعلوم انه لا يوجد عمل مهم الا وتكون فيه اخطاء , ومن تلافي هذه الأخطاء واصلاحها تترسخ مداميك البناء القوي والأسس المتينة للوطن المنشود .

 

▪القضية الوطنية الجنوبية هي ملك كل جنوبي مهما كان موقعه وفي اي مكان كان ومحاولات اختزالها في تيار او اشخاص او مكون سياسي هو الخطأ بعينه وهو طريق الفشل لا محالة .

كلنا شركاء في الوطن واي محاولة اقصاء او تهميش او تخوين في الحاضر محكوم عليها بالفشل ولن ترى النور , لأن ماكان مقبولا في الماضي تحت القبضة الحديدية لم يعد له مكان في جنوب اليوم .

 

والحقيقة ان للجنوبين تاريخ حافل من الاستحواذ والإقصاء والتهميش للآخر وهذ تاريخ لا يستطيع احد ان ينكره او يتجاهله .. كما ان بعض التصرفات التي تشاهد بين حين وآخر من بعض القيادات هي امتداد لذلك الطبع والممارسة السابقة ابان سلطتهم في الجنوب !! لأن الطبع يغلب التطبع .

إن الصاق تهم العمالة والتخوين لبعض المكونات لاتخدم القضية الجنوبية مهما كانت تلك التهم صحيحة او لا , ولن تكون إلا عامل هدم في جدار التضحيات التي قدمها شعب الجنوب خلال العقود السابقة .

 

والشيء المؤكد أنه بعد دخول البلاد في حرب اهلية وتدخلات خارجية بسبب انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة في صنعاء ظهرت على السطح استقطابات ووعود من جهات خارجية لبعض مكونات الحراك الجنوبي ادت الى خلافات بينية اسفرت عن قطيعة بين تلك القيادات .

ولأن القوى الجنوبية والتيارات بحاجة ماسة الى كافة اشكال الدعم المالي والمعنوي انخرطت بعض قيادات المكونات لعقد اتفاقات وتفاهمات مع قوى خارجية لتحصل على دعمها المادي وكذلك المعنوي لكسب الرأي العام الاقليمي او الدولي لمناصرة شعب الجنوب وقضيته وهي اجتهادات شخصية خاطئة في المجمل .

نحن لا نؤيد هذه الاجتهادات والتصرفات ولكن نشرحها هنا ليعرف القارئ العادي أن بعض تلك القيادات سقطت مرغمة او باختيارها ووقعت اتفاقات من اجل الدعم الذي لم يأتي وإن أتى فلن يكون بالمجان او بدون مقابل !

الحقيقة المرة ان تلك التبعيه بصورتها الحالية لاتخدم قضية شعب الجنوب لأن الاعتماد على الخارج في كل شيء لن يأتي بالجنوب .

وبالمقابل ان اي حركة تحررية او مطالب شعبية لا يمكنها الإستغناء عن الدعم الخارجي المادي والمعنوي المساند لكن بشرط المحافظة على ان يظل ذلك الدعم في اطاره الصحيح ولا يتجاوز الثوابت الوطنية .

 

نتمنى أن نرى كل الجنوبيين موحدين من اجل قضيتهم ومتفقين من اجل مستقبلهم لأن نتيجة الحرب وما ستسفر عنه في حال وضعت اوزارها قد تصدم الجميع ولا تتوافق مع تطلعاتهم خاصة وإن اقاليم مؤتمر الحوار ذهبت ادراج الرياح ورفضت بعد الاتفاق عليها من ملايين اليمنيين ومن المستحيل تطبيقها بعد سنين الحرب هذه .

 

ونتمنى ايضا أن يكون صوت الجنوبيين موحدا للمطالبة بتقرير مصيرهم والاستفتاء على البقاء ضمن الدولة اليمنية او الخروج منها وترك كامل الحرية لشعب الجنوب وما قرره يكون ملزما للجميع .

كما اننا نتفهم موقف الجنوبيين في السلطة (الشرعية) إذ لا يمكنهم المجاهرة بتلك المطالب طالما وهم على ضمن السلطة اليمنية ولكنهم سيظلون جنوبيين ولهم الحق في ابداء رأيهم .