في المناخ السياسي العربي وتقلباته منذ 2011م وما عرف حينها بالربيع العربي والذي انطلق من تونس بثورة ضد النظم العربية المستبدة على شعوبها حيث سيقت على غير توجهاتها بعد ذلك مستغلة العاطفة الشعبية الجارفة والحالمة بالتغيير .
ذهبت رياح هذا الربيع الذي ظلت ناره مشتعلة في كل البلاد التي طالها ولم تنل هذه الشعوب حلمها في وطن تعيش فيه بحرية وكرامة وأمن وأمان وقد تدخلت في القوى العالمية صانعة رموز هذا الربيع فغير دفة البوصلة نحو الفوضى الخلاقة التي نظرت لها وزيرة خارجية الولايات المتحدة رايز حينها .
اليوم نشهد تشكلات موجة خريف آتي من جنوب العراق في انتفاضة عارمة تشهدها مدن الجنوب ابتداء من البصرة وهي تؤكد على احقيتها في امتلاك الخدمات التي انعدمت بل قطعت عنها مثل الكهرباء والمياه والصحة وحقها في الوظيفة العامة بالرغم من كونها مناطق النفط التي تحرم من خيراته .
هذه الانتفاضة لربما تمتد إلى مناطق عراقية أخرى وتتسع الى خارج جغرافيا نحو دول مجاورة وغير مجاورة يتشابه فيها الحال والظروف التي تسببت في هذه الانتفاضة بكل مابها من سلبيات وايجابيات وشوائب خالطت إقامتها .
لعلنا نحن في الجنوب نمثل حالة التشابه الجهوي والظرفي لمسببات هذه الانتفاضة التي نرى أن الشارع الجنوبي مهيأ لحدوثها لما يعانيه من تردي واضح في الخدمات عامة وفي سبل العيش وانهيار تام لمنظومة الدولة الهلامية التي تدعي حكومتها بإدارة شئون البلاد والعباد .
ان الخوف من بواعث هذه الانتفاضة هي عدم السيطرة عليها ودخول الكثير من الأجندات على خط سيرها ولربما انحرافها لغير أهدافها وهذا الأمر وارد لكنه مع كل ذلك فإن مسألة التحكم في الشارع مع نفاذ صبره ووصوله الى حالة اليأس أمر غير ممكن وعليه فإن مسألة التعاطي مع شرارة الانتفاضة الواصلة من جنوب العراق أمر مهم ويجب التفكير فيه مليا من قادة الثورة الجنوبية ممثلة بمجلسها الانتقالي الذي تقع عليه اليوم مسؤولية تحريك الشارع بانضباطية علية بغية تحقيق الأهداف والوصول بنا إلى مرافيء الأمان للدولة الوطنية التي تلبي للمواطن كل احتياجاته وصون كرامته وحريته .
أكرم بتشكيل
2018/7/19م