في منتصف هذا الشهر قبل ست سنوات مضت رحل عن دنيانا فارس الكلمة الحرة، ابن عدن البار وأحد أبرز نجومها المضيئة، الأستاذ هشام باشراحيل، رحمه الله وطيب ثراه، الذي صدع بالحق وجهر به دون خوف، وجعل من صحيفة «الأيام» أقوى سلاح أرعب قوى الاحتلال، منتصرا لقضية الشعب في الحرية والكرامة والاستقلال، لم يخف من التهديد والوعيد ولا المضايقات التي تعرض لها من قبل رموز وقوى الاحتلال والتي طالت أسرته وبيته.. وما زال حارس «الأيام» البطل الصنديد أحمد عمر العبادي المرقشي يقف ظلما خلف القضبان، وظل هشام ثابتاً على مواقفه، حتى توقفت نبضات قلبه الكبير في 15 يونيو 2012م ووري الثرى في مسقط رأسه بمدينة كريتر عدن حسب وصيته.
وأتذكر صلابة موقفه أثناء زيارته ليافع في عز المضايقات من قبل قوى الأمن، حيث استقبل بحفاوة كبيرة، وفي منزل الشيخ المناضل عبدالرب النقيب، قال مرحبا به ومبدياً الوقوف إلى جانبه «تأكد يا هشام أنك لست لوحدك فالجنوب من المهرة إلى باب المندب قبيلة «الأيام» وحزبها».. وفي رده الذي أتذكره جيداً قال هشام باشراحيل بعد شكره لحفاوة الاستقبال: «قد نتحمل المضايقات في صنعاء ونتقبلها على مضض، فهي بلادهم، لكننا لن نتحمل ذلك أو نقبل الإهانة في بلادنا وفي مدينتنا عدن من قبل قوى الاحتلال والموت أهون لنا».
رحل فارس الكلمة، الهامة الإعلامية والصحفية الفذة، عميد وربان الصحافة الجنوبية الحرة، هشام محمد باشراحيل، قبل أن يرى حلمه بالخلاص من قوى الاحتلال.. وتظل ذكراه متوهجة ما بقيت صحيفة «الأيام» تنير الدروب في أرض الجنوب.. أرض العزة والكرامة..
وفي ذكرى رحيل فارس الكلمة «هشام باشراحيل» أعيد نشر هذه الخاطرة التي كتبتها في وداعه.. رحمة الله تغشاه...
هشام.. مشعل «الأيام»
هشام.. أنت مشعل «الأيام»
مناضل من طِينة العظام
شبل أتى من ذلك الضرغام
وثائر حر بطل مقدام
مُهَشِّمُ الأزلام والأصنام
ما هاب قط من خفافيش الظلام
وما انحنى إلا للملك العلام
وظل ثابتاً يصارع اللئام
وجيشه جند من الأقلام
سلاحهم أقطع من الحسام
به أقضَّوا مضجع الأقزام
وزلزلوا عروش أرباب الحرام
ممن طغوا واستعبدوا الأنام
***
هشام.. أنت يا فقيدنا الهُمَام
يا صانع الآمال والأحلام
لقد نَمَى البذار في الأتلام
وصُبْحنا يزيحُ ليلَ التمام
وحان موعد يسرنا والوئام
فنم قرير العين، طب في سلام
فأنت باقٍ في تعاقب «الأيام»