همسة رمضانية على السريع

2018-06-06 22:37

 

عندما أفتح أحيانا صفحات التواصل الاجتماعي لرئيس بلد أو رئيس حكومة أو مسؤل ما،في الغالب أشفق عليهم من كراهية متابعيهم وما يكتبون عنهم ولهم! وأتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عندما قال ( وجبت،وعندما قال : أنتم شهداء الله في أرضه)واتساءل أين الحاكم المحبوب المهاب ؟ الذي يجله شعبه ويحبه ويرونه أبا حنونا وساهرا على مصالحهم ومخالطا لهم،قد بايعوه حقا ويدعون له بظهر الغيب فتحفه دعواتهم وتفتح له من المولى الكريم أبواب التوفيق ودروب السلامة والازدهار.

 

 في عام ١٤٢٥ ولعله في مثل هذه الأيام الشريفة كنت بأبوظبي لحضور موتمر الهدي النبوي والدعوة الى الله وتوفي حينها حاكم الامارات الشيخ زائد عليه رحمة الله،فخيم الحزن على الجميع وبكى الكل حتى الجاليات الاخرى وعامل البلدية مع رفعتنا لشأنه وبساطة عمله يبكي وكأنه فقد أباه او اخاه ويدعونه بابا،لماذا لان الشيخ زايد رحمه الله جعل مسافته مع شعبه وكل مقيم ببلده مسافة واحده ولَم يضيق على احد،ورأى كما كان يقول ان الارض ارض الله والرزق رزقه، ففتح  الله أبواب الخير له وحفظه وبلاده.

 

ورأيت هذه الصفة أيضا في شعب عمان والمقيمين بها كيف كانوا ولازالوا يلهجون الى الله بالدعاء الخالص لما مرض السلطان قابوس حفظه الله وشفاه،وكأن المريض أم احدهم أووالده أو ولده،نعم إنها السيادة الحقيقة أن تغزوا القلوب وتتربع على عرشها وهو العرش الحقيقي وذلك بإحسانك ورحمتك وقوتك وعدلك وأن تصون بلادك بإقفال أبواب القلاقل فلا تمتد يدك لغيرك ببطشك أو تعاليك وإلا عادت عليك بسهام الانتقام ممن ينصر المظلوم ولو بعد حين وهو الله الحكم العدل،بلغني أن السلطان قابوس كان اذا رفعت له قضية ويتعارض القانون فيها مع مصلحة المواطن يوجه لمصلحة المواطن ويكتب ( الرحمة فوق القانون ) ويوقع تحت ذلك.

 

 كم أتمنى أن تلهج ألسن الشعوب بالثناء والدعاء لحكامها وهذا دليل واضح على انعكاس وعي الحاكم وقوته وأخلاقه وعدله على شعبه وهكذا يكون الحال إذا وضع القوي الامين في المكان المناسب فانتطر صلاح الاحوال كلها ولو كانت الموارد قليلة لأن معونة الله حاصلة والشعب في وئام متكاملة أدوار أفراده وهي سنة كونية وفِي التاريخ عبر لمن إعتبر.