كنت بالأمس في السجن المركزي بالمكلا ..

2013-10-11 13:50

 

كنت بالأمس في السجن المركزي بالمكلا :

أما لماذا كنت فقد تكللت بحمدالله المساعي المباركة بالتعاون مع الأستاذ خالد سعيد الديني محافظ محافظة حضرموت والتي دامت لمدة وبعد جهود مضنية تم الوفاق والتصالح والتنازل في القضية الواقعة بمناطق الشركات النفطية بغيل بن يمين بين أبناء قبائل الحموم وحماية الشركات والتي بسببها توقفت أعمال الشركات وتم بحمد الله إستلامنا للمسجونين والفرحة لاشك كبيرة بالصلح وكونهم ستأتيهم العيد وهم بين أهاليهم وأبنائهم وقد لمست في السلطة المحلية النية الطيبة والإرادة في حل هذه القضية وغيرها من قضايا حضرموت .

 

أما على مستوى قبائل حضرموت فأرى أنهم بحاجة إلى مرجعية تقودهم لها قرآءة عميقة للواقع المعاصر جاعلة المسافة بينها وبين سائر الناس واحدة بعيدة عن آفة صفة الإلغاء للآخر تجنب قبائل وآهالي حضرموت الإرتماء في الأحضان المشبوهة والتبعية المقيتة تحت مضلة الأخلاق والغيرة الإسلامية والنخوة القبلية المضبوطة بالشرع الحنيف

 

أما السجن فقد رأيت بأنه يحتاج إلى لفتة من الجميع حيث أن من يسجن فيه لأول مرة في قضية بسيطة مثلاً ليس له سجن خاص به , بل تتاح له الفرصة أن يجلس مع أساتذة الإجرام ومع ذوي الأفكار الشاذة ليكون السجن بمثابة زرب للتسمين ليخرج بعدها وقد تعلم فنون الإجرام ممن استقى منهم وتأثر بهم .

 

وكان المفروض أن يكون السجن مكاناً لترويض النفوس المريضة ومساعدتها على التخلص من العقد الخطيرة والآفات الفكرية وغيرها من دواعي الإجرام والسرقة . وهنا أرجو من إخواني الدعاة وطلبة العلم والعقلاء ومن له استطاعة في التأثير الإيجابي على الغير أن يفكر بزيارة مثل هذه الأماكن ويرتب مع القائمين عليها حيث رأينا تعاون مدير السجن فيما يعود بالخير على السجناء لأن الإعتناء بهم فيها سيساعد على القضاء على جزء كبير من المشاكل المستعصية وأراها نعمة تحتاج أن تستغل وهي اجتماع عدد من المسجونين في مكان واحد ليتم توجيههم ومساعدتهم على تجاوز العقبات بلسان الرحمة والحكمة والرفق واللين وإعطائهم بارقة أمل بأنه بإمكانهم أن يكونوا صالحين ومصلحين في مجتمعاتهم وهذه رسالة سريعة لأهل الحل والعقد وذوي المسؤولية وسائر أهل الخير أن يولوا كافة السجون عنايتهم وفي تاريخنا الماضي كم قد خرجوا من السجون ممن صاروا بعد ذلك قادة في الخير والأخلاق .