وجود قيادات جنوبية ضمن تشكيلة شرعية حكم اليمن لن يغير من وضعيتها السياسية في الجنوب وان كانوا على رأس هرم السلطة طالما هي تسير وفق اجنداتها التي هي امتداد لسياسة منظومة الاحتلال.
وبالتالي فانها سياسة نقيضة لأهداف وتطلعات شعب الجنوب ،وفي خضم هذا الخلط هناك من يعتبر بأن تعيين قيادات جنوبية في حكومة الشرعية انتصار وتمكين جنوبي ويرى في وجودها قوى سياسية جنوبية رديفة أو ندية للقوى الوطنية الحاملة لمشروع الثورة التحرري وهي احق بالتبعية والولاء .
فيما الحقيقة على الأرض خلاف ذلك لكون اي قوى سياسية لاتقاس من خلال هوية القائد بقدر ما تقرأ من خلال ممارساتها ع الارض وتاريخها واهدافها المعلنة،صحيح بأن طرد قيادة الشرعية اليمنية من صنعاء واستقبالها في عدن احدث تقارب جنوبي مع القوى الوطنية في فترات سابقة حتى اعتقدنا بأنه سيغير من قناعاتهم اي تلك القيادات الشريدة خاصة بعد التعامل المهين الذي واجهوه،ولكن مع كل اسف بأن ممارسات الشرعية وحكومتها في المحافظات الجنوبية المحررة أظهر بأن احزاب صنعاء لازالت هي صاحبة القرار في الشرعية ولم نلمس من وجود تلك القيادات مصلحة جنوبية او دور مطمئن لمستقبل الجنوب وشعبه، ولم نستشعر لهم مابين الورى جهود مستقلة عن اجندات منظومة الحكم المتعاقبة في صنعاء ،كنا نتوقع بأن وجود تلك القيادات سيمثل عامل قوة للجنوب ولكن للاسف الذي حصل العكس.
بل ان القرار الرئاسي والحكومي في الشرعية اليمنية ظل السيف المسلط على اعناق الجنوب وشعبه وقدم اكبر خدمة لصنعاء،حيث انهم سخروه لمحاولة استباق وإجهاض اي مخاض جنوبي قد يتشكل،ولولا دور بعض الأشقاء في التحالف العربي لكان اثر تلك الممارسات بالغ على مستقبل الجنوب وقضيته وشعبه،وانطلاق من تلك الحقائق والمعطيات فان وجود القيادات الجنوبية في منظومة الشرعية إلا مارحم لايعني الجنوب بأي حال طالما هي جزء من سياسة واهداف الشرعية اليمنية والذي هو امتداد لمنظومة الاحتلال المتعاقبة على الحكم لذلك لايجب ترجمة تعيين القيادات الجنوبية في حكومة الشرعية بأنه تمكين جنوبي ع الاطلاق ،ولايجب أن يعطى اي اهتمام خصوصآ ونحن نرى بأن الشرعية تعتمد معيار التخلي عن هدف التحرير والاستقلال شرط اساسي في استمالة وتعيين تلك القيادات، ويتم اقالة أخرى لتبنيها أهداف شعبها بنفس عقلية منظومة الحكم اليمنية المتعاقبة ، اي انه لم يتغير في الأمر شي.
*- بقلم : حسن منصر الكازمي : أبين