باسم يوسف، جراح القلب، ذلكم المصري القح الذي يصنع الابتسامة في جوف الألم مثله مثل أي مصري ابن بلد من أولئك الذين تعيش وسطهم دون أن تشعر بالغربة أيا كانت جنسيتك وتشعر حين تعيش في مصر الكنانة انك تعيش بين اهلك وفي وطنك وهي ميزة تفتقر إليها كل بلد تمكنت من زيارتها بما في ذلك بلاد العرب، ميزة تخص مصر وحدها أصبحت معها تستحق أن نطلق عليها أم الدنيا.
باسم يوسف جراح القلب الذي اختار أن يشفي القلوب بالابتسامة قبل المبضع، وينقل هم الناس إلى من يعنيهم الأمر بصورة أكثر بلاغة مما نكتب، ربما يكون أسلوبه مؤلما لكن (من الكي قد يجئ الشفاء) كما يقول الشاعر الخالد نزار قباني (قد أكن بالأسى كويت بلادي، ومن الكي قد يجئ الشفاء).
يبدو أن هناك من ضاق ذرعا بالممارسة الديمقراطية التي تقع حرية الرأي في مقدمتها فاتهموا باسم يوسف بازدراء الدين واهانة الرئيس وهي من التهم الهلامية التي تستخدمها الأنظمة القمعية من نوع العملاء وأعداء الوطن وغيرها من التهم الـ (سفري) التي ترفع في وجه حرية التعبير.
فرحنا بالتغيير الذي حمله إلينا الربيع العربي، لكن يحز في النفس ما يحدث في بلدان هذا الربيع من سقوط مروع لحالة الانضباط والمسؤولية، ورأينا أنظمة تتخلق فقدت الأولويات الوطنية لصالح الأولويات الحزبية، واستثنت أولوية الأمة لصالح أولوية الجماعة (جماعة الإسلام السياسي)، وما تشهده مصر يهم كل عربي لأن مصر قلب العروبة وان حاول البعض تجاوزها، بصنع قلوبا أخرى، بالثروة، لن تصمد كثير قبل أن تتلاشى.
مصر قبلة العرب الطامحون إلى الدولة المدنية، الدولة الوطنية التي يتساوى فيها أبناءها أيا كان لونهم أو دينهم أو أثنيتهم، ومثلما يحق لغيرنا، من جماعات الإسلام السياسي، أن يكون له مرشدا عاما، تتجاوز سلطاته الحدود، فمن حقنا، نحن الساخرون العرب أن يكون لنا مرشدا عاما، تتجاوز سلطاته حدود مصر، وأنا هنا أبايع الدكتور باسم يوسف مرشدا عاما للساخرين العرب.