ربما ولكن :
ربمـــا تكون مهمة السيد غريفيت هي القشة التي تقصم ظهر الحكومة الشرعية وربمـــا إن بعثرة الحكومة او نعثرتها في هذا التوقيت تتعمد إفشال مهمة المبعوث الجديد للأمين العام ..
ربمــا .. لكن هذا لا يعني ان الحكومة كانت على مايرام فهي عمليا لا تجمعها مهمة وطنية بدليل مرور ثلاثة أعوام منذ أعلان عدن عاصمة مؤقتة لكنها ظلت مجرد اعلان على الورق دون ان تقوم الحكومة بواجبها لجعل عدن عاصمة للمناطق المحررة على الاقل ، ثم انها سقطت أواخر يناير الماضي بالقاضية بعد تفجيرهم الوضع في عــــــدن وكان الهدف من نشر قوات الحرس الرئاسي ومنع المتظاهرين من الوصول الى الساحة هو محاولة لمنتجة مشهد انقلابي شبيه بانقلاب الحوثي لاستدرار عطف المجتمع الدولي والتحريض على الانتقالي لوضعه في مواجهة قراراته كما وانهم ارادوا الضغط على الإمارات وابتزازها في ذات الصعيد لكن هذه المحاولة فشلت ولم تنطلي على الداخل ولا الخارج واتت بنتائج عكسية على الحكومة وكان اول علاماتها تصريح الجبواني المنفلت تجاه الامارات ومطالبة الرئيس بوضع حد لها او الاستقالة ، ثم مغادرة بن دغر وتغريدة الوزير الصيادي ودعوة التظاهر ضد السعودية ثم خطاب الوزير الميسري ومطالبته اياهم بالتعامل المباشر مع وزارته التي قال عنها بانها على استعداد للقيام بمهامها، كل هذا يأتي في لحظات انكسار وهي تبدو كتلويح الغريق المستنجد قبل ان يملأ جوفه الماء.
لم تعد الشرعية كسلطة وحكومة قادرة على التماهي مع الواقع الجديد ولا يمكنها الامساك باطراف اللعبة السياسية او التأثير عليها كما يبدو خصوصا بعد المشاورات الاخيرة (المباشرة) بين السعودية وممثل الحوثي في الرياض وتغييب الشرعية وربما عدم اخطارها بذلك.
كما وان المبعوث الدولي الجديد طالب بضرورة تجاوز المرجعيات الثلاث كأساس للمفاوضات وأن ضمان انجاح اي مفاوضات يجب أن تكون دون شروط مسبقة بالاضافة الى التشديد بعدم تجاوز المجلس الانتقالي الجنوبي كمتحدث عن القضية الجنوبية ومعبر عنها.
ثم ان مغادرة الصيادي من عدن بأمر التحالف تعني عزله بالنفي ، ويأتي استدعاء الجبواني من عدن الى الرياض اولا ثم مغادرته الى لندن ولم يتأكد ان كان بسبب رفض الرئيس لمطالبة او هي رغبة التحالف !..
الوزير المخلافي هو الآخر محتجب عن الظهور من فترة وصولا الى استقالة الجباري بالأمس ، كلها تؤكد على تصدعات حقيقية في الشرعية وان لقاء الحوثي بالاشقاء في السعودية ربمــــا اثمر عن تسويات جوهرية تؤدي الى حفظ المصالح وتأمين الحدود السعودية اليمنية مع ضمان مشاركة الحوثي في الحكم وهذا يعني طي صفحة هادي التي فتحتها المبادرة الخليجية وآليتهاالمزمنة في 0012م ونصت على توليه الحكم لمرحلة انتقالية ...الخ ، يبدو انها أي (المبادرة الخليجية ) قد انتهت الآن وسندخل في بنود مبادرة سلام أممية جديدة ليست الشرعية طرفا فيها ولهذا نرى بحارة هادي تقفز من سفينته الغارقة.
شهاب الحامد
الثلاثاء 20/مارس/0018