حذرنا مبكرا..وكنا في موقع الناصحين الصادقين مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من خطورة الاعتماد على رموز الفساد العفاشي الذين تقافزوا من سفينة عفاش الساقطة في اللحظة الأخيرة ، وتحدثت حينها عن بن دغر المعروف بالتقلب والمكر فور تعيينه، وقبل ذلك عن عبده الحذيفي وهو أحد عتاولة الفساد وناهبي الأراضي، الذي لم ولن تنسى عدن أفعاله المشينة بحقها حينما كان متصرفا باسم سيده عفاش في نهب أراضي وعقارات القوات المسلحة ومعسكراتها، حتى أثرى ثراء فاحشا فركب الشرعية مع من ركبها وعاد باسمها يتسنم مواقع قيادية مع بقية نفايات نظام عفاش وكأن البلاد قد خلت إلا من تلك الديناصورات..
وكأننا ما واجهنا الغزاة وكسرنا شوكتهم بقوافل من الشهداء والجرحى إلا لنسلِّم رقابنا وأرضنا من جديد لرموزهم القديمة الجديدة..إنها والله مأساة تراجيدية لا تحدث إلا في الأفلام.. لكنها حدثت في أرضنا والمخرج للأسف جنوبي، من أبناء بلادي..واسمه الرئيس هادي..
وكنت قد كتبت في 16يوليو2015م مستهجا تعيينه بعد تحرير عدن لشغل حقيبة الداخلية تحت عنوان (ناهب عدن..لا يمكن أن يحميها!!)..
أعيده هنا للتذكر، حتى لا ننسى:
ناهب عدن..لا يمكن أن يحميها!!
---------------
لا اطمئن بالمطلق لوصول وزير الداخلية (عبده الجذيفي) الذي ارتبط اسمه في عدن كواحد من رجال عفاش وعتاولة الفساد وناهبي أراضي القوات المسلحة في عدن التي أعاد تخطيطها وتغيير معالم المخططات السابقة المستندة إلى التخطيط الحضري، كل ذلك بهدف تضييق المساحات العامة والطرق والغاء كثير من المتنفسات العامة والمساحات المخصصة للخدمات والمدارس، وهو ما تشهد به الأحياء التي أقيمت في تلك المخططات، يُضاف إلى ذلك قضم المعسكرات الخاصة بالقوات المسلحة الجنوبية، وهي ملكية عامة تم نهبها والسطو على مساحات واسعة منها، لتوزيعها غنائم وهِبَات على جحافل جيش عفاس ومصادرة ما صُرف للضباط الجنوبيين وبثمن استقطع من رواتبهم أو دفعوه نقداً قبل حرب 1994م ، وكأنها غنائم حرب، ليزداد عدد القطع التي باعها لحسابه وحساب ولي نعمته (المخلوع) حين تبوأ مسؤلية أراضي وعقارات القوات المسلحة، وكم عانى ضباطنا الجنوبيين منه ، فيما كان يصرف قطع مكافآت تصل إلى ثلاث قطع وربما أكثر لجنود الحرس الجمهوري (الشمالي) ومجاناً ثم بيعها من قبلهم على ابناء الجنوب بأثمان باهظة.. ولدينا ما يثبت ذلك بالوثائق والشهود.
ووصول (الحذيفي) إلى عدن هو إهانة لأهلها ولمقاومتها الجنوبية الباسلة ولدماء الشهداء الذين سقطوا منذ غزو 94م وحتى اليوم، وسيكون غير مرحب به من أبناء عدن والجنوب عامة وعلى الأخص ممن عانوا من ظلمه وفساده، الذي أوصله فيما بعد إلى مجلس النواب.. ولن يجد من يتعاون معه في مهمته، والأفضل أن يبقى في الرياض لتجنب شروره، فلن يفيد عدن في شيء، بل قد يضرها أكثر مما ضرها من قبل، في موقع هو أقل شأناً من وزير الداخلية....
وأعتقد أن عدن تستحق وزير داخلية كُفْء ونظيف في هذه المرحلة الفاصلة والحاسمة، ويمكن أن يقوم بهذا الدور قادة ورجال الأمن المجربين .. وعدن لا تفتقر للمخلصين من أبنائها الشرفاء الذين لم يلوثهم فساد المخلوع، بل كانوا ضحايا له، ويهمهم مصلحتها والحفاظ على أمنها. ولا ينبغي عودة رموز عفاش من نافذة انتصار عدن مهما غيروا جلوهم، فروائح فسادهم ما زالت تزكم الأنفوف.. وأمثال هؤلاء بلادهم أولى بهم أن كان فيهم خيراً..ولا أظن ذلك..لأن فاقد الشيء لا يعطيه...
16يوليو2015م