* إنها الحقيقة بشحمها ولحمها وعظمها، من يطاردون (نيران) السياسة مجموعة بلهاء تحركهم غرائز الكسب غير المشروع، ولو اضطروا في سبيل نفخ الذات والعظمة إلى معاشرة البغال والحمير وقطيع الأغنام إلى آخر حكاية الرقص على رؤوس الثعابين.
* لا يبدو المثقف الوطني الشريك المفضل لأقطاب السياسة، يبدو التنافر بين الطرفين واضحا، فهما يختلفان فكرا وصدقا وإحساسا، يسيران في خطين متوازيين، لا يمكنهما الالتقاء أبدا.
* في اليمن يدعون أن الديمقراطية لا سقف لها، وأنها متوفرة بكميات تجارية في صيدليات الحكومات المناوبة، لكن الواقع يدحض هذه (التهمة) وينسفها من الأساس.
* مارس نظام (الوحدة) تعبئة سياسية تستقطب أسراب (الذباب)، لم يبن علاقة ثقة مع المثقفين تتيح له تصحيح مساره (الضال)، وتعميق الانتماء للشراكة الوطنية، وعوضا عن تقريب الهوة مع المثقفين وبناء جسور صداقة تعتمد على الشفافية والصدق الذي يعد في بلادنا من المستحيلات الثلاثة.. شن النظام حرب إبادة في حق المثقفين، منهم من (دجنهم) بضبط ألسنتهم على موجة (الحكومة) الدكتاتورية، ومنهم من عاش مطاردا بلعنة الويل والثبور وعظائم الأمور.
* بنى نظام (الوحدة) بينه وبين المثقفين سدا قبليا وحزبيا من إسمنت مغشوش وطوب مضروب، وخاض مع الطبقة المثقفة حربا علنية تخطت (قطع اللسان) إلى تشريد وعزل كل مفكر مثقف يحترم عقله، ويطالب بالمزيد من الإصلاحات السياسية، بهدف ترميم السد الذي خربه (فأر) الفساد والمفسدين في الأرض.
* ظل (علي عبدالله صالح) يراهن على طوقه القبلي، وحزامه السياسي المتآكل فكريا، ظل مدمنا على المراوغة والخداع الفكري، تجاهل كل مثقف يرى أخطاء (الوحدة)، كما قاطع كل صوت لا يسبح بحمد إنجازاته الفذة، التي بدأت بتوليد الطاقة النووية من جحر الحمار، ولم تنته ببناء سكة الحديد التي تربط المحافظات.
* مرة (ودف) الرئيس السابق واستضاف الشاعر الضرير (عبدالله البردوني)، وهو شاعر لاذع لا يجامل ولا يراوغ، سأله الرئيس في لحظة (تجلي وتشفي) بعد اجتياح الجنوب: ما رأي شاعرنا العظيم في الوحدة اليمنية..؟.
قوس (البردوني) حاجبيه، ثم أجاب بمنتهى الحزم والثقة: الوحدة اليمنية عبارة عن (مضاربة) بين خادمين في قسم شرطة، يقصد (صالح) و(البيض).
* صعق الرئيس من الجواب المفحم، فلم يجد بدا من عزل الشاعر الأعمى، وحرمانه من الدعوات المناسباتية، بعد أن صار في نظر (المليحة) صنعاء عدوا للسل والجرب والدمامل.
* قلة من المثقفين المراهقين وضعهم النظام تحت (ابطه)، ساروا على منهج (أنا أنافق إذن أنا موجود)، لم يتعاملوا مع مبدأ الفيلسوف (ديكارت) على أنه دليل فكر ووجود وحياة كريمة، المفكر الحقيقي لا يبيع قلبه ولسانه وحنجرته، مهما تعالت حركات القمع و البطش.
* من يتمعن في قراءة خريطة العلل السياسية سيكتشف ولو متأخرا أن (اليمنيين) شمالا وجنوبا كانوا ضحية للعبة (الفجور) السياسي، فجور نظام يتعامل مع الشعب على أنه (قطيع) تحت رحمة (الذئب).
* امتدت لعبة (الفجور) الدامية لتستعبد عقول (السياسيين) المراهقين، فجور منقطع النظير في التعامل مع الله ومع الوطن والمواطن.
* ولقد وصلت لعبة (الفجور) إلى عقول متسولي الثقافة، فكان أن تحولت الأنظمة الاستبدادية إلى سوق للفجور والعهر السياسي، وكما قال حكيم عربي ثائر (نسيت اسمه) للأسف القليل: “ما فلان أدهى مني، لكنه يغدر ويفجر، ولو فجرت مثله لكنت أدهى العرب”.
* عن نفسي أحلم بمثقفين يبنون دولة أساسها الفكر كدليل وجود، دولة مدنية يلفها العدل والأمن والحياة الكريمة، دولة مبدعين ورموز لا تكرس الأعراف القبلية المغلوطة، ولا تتبنى الفاسدين والحاقدين المارقين، الذين خربوا البلد وقعدوا على تلها.
* حلم (رومانسي) يراه النفاثون في عقد سياسة (الطغاة) أشبه بعشم إبليس في الجنة..!.
*- الأيام