هكذا هم المخلصون للوطن...
يقاتلون لاجلـه بصمت ...
ويعملون لاجلـه بصمت ...
ويقدمون انفسهم رخيصة له بصمت...
ويتركون آثارهم في قلوبنا بصمت...
ثم يرحلون عن وطنهم الجنوب بصمت ...
آآآآه كم انت قاسي ايها الزمن...
لم تعطنا الوقت الكاف لنفي بوعودنا التي قطعناها في ان نلتقيهم على تربة الوطن... في وطن ينعم بالحرية والكرامة الانسانية.
كم افتقدكم أيها العظماء....
كم افتقدكم أيها الشرفاء...
كم افتقدكم يا من تتعفّرت وجوههم بتراب الوطن...
كم إفتقدكم يا من روت دمائهم تراب الجنوب...
ليس انا وحدي من إفتقدكم...
فقد إفتقدتكم ساحات النضال السلمي...
وإفتقدتكم ساحات القتال وميادين الشرف والكرامة..
رحلت اليوم يأخي وصديقي...
رحلت أيها المناضل البطل الفقيد فهد سالم النسي...
رحلت أيها الفارس الشجاع الذي عرفته ساحات النضال والحرية على طوال الجنوب وعرضه في وقت السلم...
رحلت أيها الفارس الشجاع الذي عرفته ميادين الشرف والكرامة وجبهات القتال في وقت الحرب...
رحلت أيها الفارس الشجاع الذي عاد من المهجر تلبيةً لنداء الواجب الوطني من اجل الدفاع عن ارض الجنوب ضد القوات العسكرية اليمنية الغازية الموالية لصالح والحوثي...
رحلت أيها الفارس الشجاع الذي شارك في معظم معارك الشرف والكرامة...
رحلت أيها الفارس الشجاع الذي خاض مع اسود الصحراء من وجال المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة، معركة بيحان، ومعركة السليم، ومعركة الصفراء، ومعركة السلف، ومعركة المفرق، ومعركة الصعيد، ونعركة النقبة.
وبالأمس القريب رحل قبله اخوة واصدقاء اعزاء الى قلوب، رحلوا الى بارئهم، أخوة ربطتنا بالبعض منهم علاقة زمالة دراسية وجيره سكن قديمة، وربطتنا بالبعض الاخر علاقة حب الوطن والوفاء له عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الحرب ، وللاسف الشديد سبقتنا الاقدار ورحلوا لملاقاة وجه رب كريم قبل ان نلتقي بهم...
رحل عنَا بالامس اشرف الرجال أمثال:
الشهيد البطل أحمد فضل العسل
والشهيد البطل رياض عبده قاسم
والشهيد البطل أحمد محمد امعبد.
ورحل الآلاف غيرهم من الشهداء من ابناء الجنوب الذين قدموا أرواحهم الزكية رخيصة للذود عن هذا الوطن، وكأني أسمع لسان حالهم يقول:
تـلبـيــة الـــواجب لــدعـوة الأوطـــان
إذا ناداك صبصب أو جبل شمسان
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحم جميع شهدائنا الابرار وان يدخلهم مدخل كريم، وان يجعل مثواهم جنات الفردوس الاعلى ويلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلون.