ماذا ( لو ) اقدم فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على قلب موازين القوى وغامر في تحدى أرادة شعب الجنوب ومناضليه وحراكه السلمي ومقاومته الباسلة، وذلك بالتوقيع على قرارات يصيغها نائبه علي محسن ورئيس وزراء حكومته أحمد عبيد بن دغر، وذلك بتعيين أشخاص غير مرغوب فيهم بدلا عن محافظي المحافظات المحررة ؟؟ فهل ستكون النتيجة كما نتوقع بسقوط قصر معاشيق وحكومة الانتهازي بن دغر وترحيل الوية ما يسمى بالحماية الرئاسية أو ( الفرقة الأولى مدرع) التي تسيطر على مواقع مهمة ومناطق عسكرية خطيرة في محافظة العاصمة عدن ؟؟ أم أن الأمر ستكون عواقبه عادية، وردود أفعاله ليست ذات أهمية، بحسب ظنون الاوهام الخاصة بمراكز القوى المحيطة بالرئيس هادي..
وعلى أساس ذلك فربما تصل دوافع المغامرة (بهم) إلى درجة الاعتقاد بأن قوى المجتمع الجنوبي السياسية والمجتمعية، قد تتخلى عن أهداف قضيتها التحررية والسياسية المشروعة، أو يمكن أن تكون قد تناست تضحيات أبنائها الشهداء والجرحى الذين رووا بدمائهم الزكية تربة وطنهم الجنوبي الطاهرة.. بالإضافة إلى ذلك تراهن تلك القوى المحيطة بالرئيس هادي بأن شعب الجنوب سيرضخ مكرها على قبول تلك التعيينات تحت ظروف القهر والمعاناة من جور عذابات الأزمات المفتعلة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، تتصور تلك القوى بأن المزاعم الكاذبة لمنجزات الحكومة الرابضة في فنادق الرياض وقصور معاشيق، سوف تنطلي على ذاكرة الوعي الجنوبي المدرك جيدا لأبعاد الضغوطات التموينية ومن يقف وراء أسبابها و......؟؟؟
وكما يلوح في أفق الحكومة الانتهازية خصوصا بعد المواجهة المباشرة بين قيادة السلطة المحلية بعدن وقوى الفساد والإرهاب اليمني، حول ملف الكهرباء والأزمات المفتعلة من قبلها. فلم يعد أمام فخامة الرئيس عبد ربه هادي من خيار في ظل هذه التطورات المتلاحقة والأوضاع المتأزمة، سوى أن يختار حالة الأمن والسلام والاستقرار السياسي والمعيشي والخدماتي للسكان في محافظات الجنوب المحررة، من خلال دعمه اللا محدود لمحافظيها ومنحهم الصلاحيات الكاملة، بما في ذلك تسهيل علاقاتهم التنموية مع حكومات الأشقاء الأوفياء والكرماء في دول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي والدول المانحة، لكي يقوموا بمهامهم بجدارة واقتدار، دونما تدخل من قبل رموز الفساد .... وأما أن يختار الاسوأ والأخطر لحدوث كارثة الانفجار... وهذا ما لا نتمناه منه بكل تأكيد..
وما عليه إلا أن يتخذ القرارات المناسبة، التي تفرضها مجريات الأحداث ومستجداتها السياسية واللوجستية في الواقع الجنوبي خصوصا وفي الواقع اليمني والعربي عموما... فلم يعد لديه متسع من الوقت لإطالة أمد الأزمة ومشكلاتها المتفاقمة..
نتمنى له من الله التوفيق والسداد