لم تكن القضية الجنوبية في يوم من الايام قضية حقوقية او مطلبية كما تحاول ماكنة الاحتلال الاعلامية والسياسية تصويرها ، وكل من يقول ذلك فانه يجافي الحقيقة ويخدع نفسه، كما لم تكن القضية الجنوبية قضية حاكم ظالم تنتهي بزواله والا لكانت أفلت وانتهت بزوال المخلوع صالح، كذلك لم تكن ثورة جياع او بطالة تطالب بتحسين المعيشة وتنتفض ضد غلاء الاسعار ونهب الاراضي والممتلكات وتسريح الكادر الوظيفي والعسكري لدولة الجنوب، كلا والله ثم والله انها ليست كذلك .
اذا ماهي ماهية القضية الجنوبية؟
للاجابة على هذا السؤال لابد من سبر اغوار الاسباب التي انتجت قضية شعب الجنوب كقضية مستقلة بذاتها لها اسباب محددة واهداف واضحة وجلية ومن يقول ان قضية شعب الجنوب ستنتهي بحل مشكلة الاراضي واعادة الوظفين المسرحين يكون كمثل الذي حكم على من اغتصب بيت جاره بالقوة وطرده منه فكان الحكم ان يرد المغتصب لصاحب المنزل اواني المطبخ وان يعاقب على استخدام اثاث المنزل دون ان يتطرق الحكم الى المسالة الاساسية المتمثلة اصلا باغتصاب المنزل ومصادرته بما فيه بالقوة،
وهنا تكمن القضية ومربط الفرس فيها هو الغزو الشمالي لارض الجنوب ودخولها عنوة بقوة السلاح وبحرب تدميرية طالت الاخضر واليابس اشتركت فيها الجيوش الشمالية بمختلف مسمياتها وقبائل الفيد والنهب وعلماء السوء وبقايا ارهابيي الافغان العرب، تلك الحرب جلبت الى الجنوب جيش احتلال بكل ماتعنية الكلمة من معنى ، والا ماهو الاحتلال؟؟ ان لم يكن الغزو العسكري وفرض الامر الواقع بالقوة ،
ماحدث بعد ذلك من نهب وسلب وقتل وسفك لدماء الجنوبيين كل يوم وقصف للمنزل والاحياء السكنية وتحقير وتهميش وظلم واهانة وطمس للهوية ماهي الا نتائج للسسبب الاول والمتمثل بالغزو العسكري وولوج الجيش اليمني ومليشيات امراء الحرب في السابع من يوليو العام 1994م
ومن المعلوم انه وحسب التفكير العلمي الاكاديمي فان حل اي مشكلة لا يتم الا بمعالجة اسبابها وليس الاعراض التي افرزتها تلك الاسباب، والا لكان الاسبرين والمهدئات علاجا لكل الامراض .
جوهر القضية الجنوبية اذا يتمثل بالاحتلال العسكري والقبلي الشمالي لارض الجنوب واذا ما اريد حل القضية حلا عادلا فلابد من التسليم بضرورة حلها من الجذور وذلك بخروج الغزاة حتى اخر جندي وقبلي ممن وطئت اقدامهم ارض الجنوب بالقوة المسلحة والاعتراف باستقلال الجنوب واعطاء شعبه الحرية في اقامة دولته المستقلة بعد التخلص من الالوية والتشكيلات العسكرية والحزبية والقبلية التي تسوم شعب الجنوب سوء العذاب منذ مايقارب العقدين.
ان اي تغافل عن هذا الحل ومحاولة ايجاد حلول ترقيعية تعتبر بمثابة المهدئات التي تعالج الاعراض دون معالجة السبب الحقيقي للمرض وبالتالي فان المرض موجود وسيعاود الظهور مجددا بعد زوال مفعول المهدء..