حب الوطن ونبذ المناطقية

2017-02-19 06:23

 

ماحدث خلال الاسبوع الماضي في المطار جعل اعلام العدو يتصدر تغطية هذه الاحداث التي تبث الفرقة بين اوساط المجتمع الجنوبي الذي قام بتحرير جميع اراضيه من الانقلابيين ، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي انقسم الناشطين والاعلاميين والكتّاب الى قسمين وانا اجزم ان 90% لا يعلمون حقيقة ماحدث ، وما جعل احدهم يؤيد الاخر هي المناطقية ..

 

 عامين من التحرير بمساعدة دول التحالف  لم نستطع فيها ان نتعايش كابناء وطن واحد ،  مع الاسف نجد الكراهية لبعضنا ووجود بعض النعرات التي عفا عنها الزمن و التي يجب ان نترفع عنها جميعاً و أن نتمسك بوطننا, فنحن و الحمد لله لسنا كغيرنا من الدول الاخرى , فليس فينا أقليات دينية ولا أقليات عرقية فلماذا كل هذه الاختلافات، فنجد من يحاول أثارة العصبيات و النعرات على أسس مناطقية حتى يقوم بافشال الحلم الجنوبي ..

 

التعايش وقبول الاخر يؤسس مجتمع مدني مستقر لذلك يجب المحافظة على النسيج الاجتماعي بيننا ،ومن لديه مشكلة مع الحكومة أو مع شخص في الدولة ,، لا يعني أن تعمم على بقية الناس ، يجب ان يكون الهدف محاربة الفاسدين والمرتزقة الخ..

 أما إذا كنتم تمجدون الخونة والفاسدين والمرتزقة لانهم من قبيلة او منطقة فهذا هو الهلاك . الثورة الجنوبية  قدمت الكثير لأجل تحرير الوطن وليس لجلب العنصرية والمناطقية  ..

 

النبي صلى الله عليه وسلم اول من حارب المناطقية حينما دخل المدينة وقام بالموأخاة بين المهاجرين والانصار ، ووصف العصبية المناطقية بالنتانة حين تشاجر الانصار والمهاجرين في غزوة العسرة (تبوك )

قائلاً  *ابدعوى الجاهلية ونا بين اظهركم دعوها فانها منتنه* .. فالابتعاد عن المناطقية من تعاليم ديننا الحنيف..

 

ويجب محاربة الارهاب المناطقي والقبلي والالتفاف حول الوطن لان الوطن بمنزلة النفس، والخروج منه بمنزلة قتل النفس، وخير من يصور لنا هذا الشعور الانساني هو القرآن الكريم، فيقول الله تعالى: " *ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم*" صدق الله العظيم ، ذلك لأن الوطن مجتمع الاحباب والاصحاب فيه الأم والاب فيه الاخت والاخ، فيه الزوج والابناء، فيه الاصدقاء والزملاء، كما ان في الوطن شركاء يجب ان نتعايش معهم باحترام، فالوطن بيتنا الكبير، له حق علينا، ولنا حق عليه، ماله يجيب ان يصان، وامنه مسؤولية كل ابنائه، ومن شاء ان يعرف قيمة وطنه فلينظر إلى الشعوب التي سلبت أوطانها منها، كاخواننا في فلسطين وسوريا وليبيا الخ...