تمثل ظاهرة العشوائيات والبسط على الاراضي من أكثر المشكلات التى تواجه تطوير المجتمعات والمدن والتنمية خاصة فى معظم البلدان النامية ، فالبسط العشوائي هو انشاء مباني ومناطق لا تتماشى مع النسيج العمراني وهي مباني فى الأغلب لا تخضع للترخيص طبقاً للقانون كما هو الحال للإسكان المصرح به وتنتهي بخراب المدن كما هو معلوم علماً ان سرطان العشوائيات مرض انتشر مؤخراً في مدينة عدن وهو مرض سريع الانتشار في جسد عدن ويهدد حياة ابناءها ورؤيتها باحلى حلّة وجمال ..
منذ عام 1994م تم التفرد بالاراضي الشاسعة لمدينة عدن من قبل عصابات عفاش واستمر اللعب بهذه الاراضي مدة طويلة وحين قامت الثورة على عفاش استبشرنا خيراً وكان املنا كبير في ايقاف العبث العشوائي للاراضي فتم تعيين اللص الفاسد محمد ثابت بوساطة من الجنرال العجوز وكانت هذة الكارثة التي حلت بعدن ، وقام محمد ثابت بصرف اراضي كثيرة في اماكن عامة من مرافق قديمة وحديثة وحتى الطرقات وفي فترة الحرب قام بصرف الكثير من العقود واحياناً يقوم بصرف موقع لاكثر من شخص واخذ بالمقابل مئات الملايين ليخلف وراءه تركة ثقيلة وكبيرة بحاجة الى امن قوي لكي يتم القضاء عليها بالتعاون مع هيئة اراضي الدولة ..
بعد الحرب تم البسط على اراضي الأوقاف والبسط على جزيرة العمال والبسط على اراضي الجامعة والبسط على المدارس والبسط على الاراضي التي بجانب فندق عدن (قلب عدن) والبسط على عدة مؤسسات بل وحتى البحر لم يستثني من غشاش بجانب البريهي ورشاد هائل بالدخول للبحر في عدن مول ، واخرها تم البسط والشروع في البناء على اراضي تابعة لقطاع الملح في المملاح، قبل نزول قوات أمنية في الشهر الماضي ، لمنع عملية البناء والبسط، وهو ما خلق حالة ارتياح شعبي كبير في اوساط الشارع العدني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي واعتبروها للبدء في استعادة المؤسسات وفرض دولة النظام والقانون ، وكل هذا البسط والعشوائيات بسبب غياب السلطات الأمنية والمحلية، والاكتفاء بمجالس المقاومة وعدم تفعيل ادوار أقسام الشرطة وانتشار السلاح بشكل مخيف في ارجاء المدينة ..
بتاريخ 17 نوفمبر 2016 م صدر القرار الجمهوري بتعيين الجنرال *انيس باحارثة رئيساً للهيئة العامة للاراضي وعقارات الدولة* ما ان لبثت ايام قليلة الا ويخرج الجنرال السيف من غمدة ويخوض المعركة الاولية ضد الفساد في اراضي عدن فقام بعمل دراسة وحصر لكل المواقع العشوائية والتي صرفت من تحت الطاولة ، وقام بايقاف عملية بيع مصنع البيرة للمتنفذ العيسائي ببخس ثمن والتي كانت عبر مدير عام الاراضي في عدن وتم ايقاف الكثير من المعاملات التي تتم من تحت الطاولة وكان هذا التعبين البداية الحقيقية لتطهير البلاد من مافيا كبيرة ارتكبت فى حق الوطن الكثير من المهازل ..
وخاض الجنرال المعركة الثانية ضد الموظفين والسماسرة الذين يعتبرون السبب الرئيسي من اصغر موظف الى نائب المدير العام المخضرم باستثناء بعض الشرفاء وقام بعمل تدوير لبعض الادارات واحالة البعض منهم الى النيابة للتحقيق وجلب مندوبي من الجهاز المركزي للرقابه بدلاً من المندوبين القدامى الذي يبتزون الموظفين لاغراض شخصية..
ويتم حالياً تجهيز العدة لخوض المعركة الثالثة والضروس لان نماذج الفساد كثيرة، وكل ادارة تحتاج إلى تطهير شامل، ابتداء من المحليات وانتهاء بالتلوث ومرورًا بتخاذل المسئولين الذين لا يراعون الله فيما يفعلون ، من خلال جلوسي معه استشعرت بالرجل خيراً كبيراً وانا على ثقة انه سينجح بتطهير مدينة عدن من العشوائيات وايقاف كل المعاملات الخاطئة في حالة توفرت له القوة الامنية وتفعلت مراكز الشرطة واستشعر المواطن بالمسؤولية ويجب التعاون جميعاً من مواطني وهيئة الاراضي والامن والقضاء على احالة الشرذمة التى استولت على ملايين الأفدنة بدون وجه حق أو بثمن بخس ، ونهبوا أملاك الدولة جهارًا نهارًا، والأزمة الحقيقية هى ليست فقط فى هؤلاء اللصوص الذين استولوا على الأراضى، وإنما فى شبكة الفساد من المسئولين الذين سهلوا لهم عملية الاستيلاء وبالتالى فإن هؤلاء المسئولين لا يجب السكوت عنهم أيضًا ولابد من محاسبتهم على جرائمهم فى حق الدولة والشعب ..
منذ زمن طويل وهناك أصوات كثيرة تنادى بفتح ملف فساد الأراضى، ولم يعبأ أحد بالاقتراب من هذا الملف، لأن أصحابه كما نعلم احوات في اليابسة وينتشرون مثل السرطان ولديهم نفوذ وسطوة ، و الآن حان الوقت لكي ناخذ جرعة من الكيماوي *الوطنية* لنقضي على السرطان ونكون عضداً للجنرال ونخوض معه المعارك ضد الفاسدين من اجل مدينتنا عدن ..