منذ انفجارثورة الجنوب المباركة في العام 2007 حرصت على متابعة تطوراتها وتفاعل ابناء الجنوب معها وهلة بوهلة .
بدأ الأمر من باب الاطمئنان والرجاء، فإني كنت قلقاً وأنا أراقب بداياتها كما يراقب الأبُ وليدَه الصغير في أول خَطْوه، يراه يمشي الخطوات القصيرات فيَعُدّها فَرِحاً وهو يخاف عليه أن يعثر فيسقط، وما كدت أصدّق أن شعبنا الجنوبي قد ثار أخيراً بعد سنين من الاسترقاق، فمضيت أسبوعاً بعد أسبوع أحصي المدن والمناطق الثائرة ويدي على قلبي، أخشى أن يخنق نظامُ الاحتلال المجرم الثورةَ الوليدةَ في المهد، ولا مؤشّرَ يهديني إلاّ امتدادُ الثورة وانتقالها من بقعة إلى أخرى.
فلما رأيتها في ازدياد ورأيت رقعتها في اتساع وامتداد اطمأننتُ و أزداد أطمئنان وأنا أرى المظاهرات المطالبة بتحرير الجوب في تضخّم واتّساع وانتشار لا ينقطع بحمد الله.
في الوقت نفسه كان نظام صنعاء واعوانه ماضياً في جهوده المستميتة لوأد الثورة، وبلغت جهودُه أوجَها في حملاته العسكرية القمعية التي طالت كل من يهتف مطالبا بتحرير الجنوب من احتلال دام 23 عام ،كان الغرض من جهوده اضعاف قدرات ثوار الجنوب من الاستمرار في التظاهر أو منعها منه بالكلّية أحياناً
ومع كل هذا فإن قوى الحراك الجنوبي لم يمنعها بطش النظام من المشاركة؛ فإن أحرار شبوه الذين كانوا على رأس هذه الثوره في وهلتها الأولى لم يغيبوا عنها في أي يوم منذ ذلك اليوم، وأحرار لحج لم يتوقفوا عن التظاهر أثناء اقتحام وحصار الساحات الجنوبية من قبل نظام الاحتلال ، وما زال أحرار عدن الباسلة يهتفون في ساحة النضال في مهرجاناتهم الصاخبة ليلة بعد ليلة… واحرار حضرموت والمهرة وأبين والعتية الضالع هم نبراس لثورة التحرير.
هم حكاية المجد وملحمة البطولة التي سيرويها الآباء للأبناء ويقصّها الأجداد على الأحفاد.
أن الجنوب لم ينتصر الا بالجنوب