بالنظر الى تأريخ حضرموت المعاصر وبقراءة متأنية لما يدور بمحيطها من صراع إقليمي ودولي تتجه مفضياته كما يرسم ويخطط لها الى إعادة السيطرة المطلقة على المنطقة ووضع يد النفوذ عليها من جديد وهو مدعاة للتأمل لكل مايحدث وسوف يلحق من صراعات وتدابير تحاك على المنطقة العربية برمتها دون إستثنإء .
من هذا المنطلق يجب على القائمين على إنتشال وضع حضرموت من دوامة هذا الصراع الإقليمي الدولي الذي لامناص من أن يكون له تأثيراته على مستويات إعادة تموضع حضرموت على ظلال سيوف هذه الصراعات الدراماتيكية الفجة التي نرى صورها كل يوم بمآسيها على شاشات التلفازات العربية والإجنبية بمستويات خطاباتها المختلفة والموغلة في تجذر الصراع على يافطات وهمية فارغة الا من إنهاك جسد أمتنا العربية وإعادتها الى بيت الطاعة ماقبل ستينيات القرن المنصرم .
حين تتجلى الصورة بشكل واضح عند القوى الوطنية الفاعلة والبعيدة عن الإرتباطات القديمة للمشاريع الخاجية بكل ثقلها المباشر أو غير المباشر. نرى دعوات الإصلاح الوطني وإعادة القرار داخليا بيافطة وطنية عريضة وبمنأى عن أي إرتباط مباشر أو غير مباشر مع تلك المشاريع الخارجية وهنا تبرز بالداخل أصوات تلك العناصر ذات الإرتباط الخارجي بكل ضجيجها تصم الآذان وتوزع صكوك الوطنية والعارفة بمصالح الأمة والإمتلاك للحلول لأوضاعها في ذات الوقت هي لاتملك صفة المبادرة للقيام بشيء يخلص الأمة مما هي فيه بل تمارس دور التثبيط والإحباط بغية بقاء الوضع على ماهو عليه وفق ما هو في إجندة الخارج .
حضرموت اليوم بمجرد ما فكرت فقط لأخذ قرارها والمضي قدما نحو إصلاح أوضاعها الداخلية أمنيا واداريا واقتصاديا أزعج هذا التحول في التفكير للعقلية الحضرمية التي أملته ظروفها التي تعيشها آنيا وماآلت إليه مأساويا من أوضاع وفق مامرت به خلال عصرها الحديث وهو ماشكل لها تراكم من التجارب التي ينبغي عليها تجاوزها إيجابيا .
ومانسمعه اليوم من أصوات وأصوات مضادة تتبلور في خلق خلخلة في مستوى التفكير السليم نحو إنتشال حضرموت من واقعها المتردي وإيجاد إجماع على عمل وطني شامل إنتظره الحضارمة منذ زمن وربما تكون الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى وعليه يجب إغتنامها وإستغلال الظرف الزماني بإتجاه وضع حضرموت في سياقها المكاني والزماني الذي يجب أن يريد لها أبناؤها لا مايراد ويخطط لها وتساق عبر وكلاء لهم منها وللأسف الشديد وهو ماينبغي أن تتظافر الجهود في رصف الصفوف وعدم السماح بعرقلة الإجماع الحضرمي للقاء وتقرير مصيرهم وكفاية تبعية وبيع لحضرموت سياسيا بثمن بخس وفي التاريخ عبرة لمن لايعتبر قديما وحديثا فحضرموت فوق الجميع مهما كانت مستوياتهم ومنازلهم .
اكرم احمد باشكيل
2016/12/17م