الهروب من مواجهة المشكلة الحقيقية بالانتقال إلى مرحلة جديدة لا يؤسس لحل واقعي ومستقبل مستقر كما يدعي البعض ...
دعونا من حكاية فرز الناس بطرق اعتباطية على طريقة إذا لم تكن معي إنت ضدي !!
نجن في حضرموت ربما وضعنا يشكل حالة مستقرة أفضل من غيرنا من بقية المحافظات وساعد على ذلك عدم دخول المحافظة وحركة النشاط الاقتصادي بسبب الموانئ البحرية والبرية ...
مع ذلك صارت للتسابق على حصيلة الأموال وعائداتها توج بسيطرة القاعدة ولمدة عام ، فإذا سلمنا بوضعها واستقرارها أمنيا بحكم قبضة قوات النخبة الحضرمية بعد تحريرها يبقى الانتقال إلى الخطوة الأهم وهي التأسيس لوضع جديد بمعزلا عن ارث الماضي بكل مأسية وإلأ مامبرر تضحيات الناس وحجم الخسائر في الأرواح من خيرة شبابنا مالم يشعر الناس بقيمة فاتورة الانتقال ..
منذ وصول المسئول الأول المدني اللواء بن بريك كانت أمالنا تتجه بأن الرجل يحمل مشروع ولو في حده الأدنى وبالطبع من حقه ان يختار من يراهم أكثر ثقة ومساعده في إدارة شئون المحافظة وخصوصا وانه لا يعرف كثيرا في تفاصيل تركيبتها وتعقيداتها الداخلية وحجم القوى الاجتماعية وخارطتها السياسية علاوة على إن الرجل قادم من بيئة عسكرية لا مدنية ولا يمتلك تجربة في إدارة السلطة بمختلف تناقضاتها ..
لايساورني أدنى شك بخصوص الملف الأمني وأهميته كأولوية من الأجل تأسيس حالة أمنية مستقرة مقتنع تماما
لكن الأكثر خطورة هو (الفساد) الفيروس القاتل الذي لا يرى بالعين المجردة وأدواته لن تتم الا عن طريق مصفوفة واسعة من التواجد الحيوي المضاد من خلال بناء خارطة تحالفات من عمق بنية المجتمع وقواه وأفراده ومنابره وهذا لا يعني ان الفساد وهو ماركة سلطوية مطلقا بل صار ينتعش في كيانات وأفراد
عيبنا ان المسئول بدلا من نصحه نجد ان من يتصفون اليوم بالرافعة الحضرمية كايدولوجيا يسوقونها للإحساس بأنها مستهدفه وووووووو وحقوقنا مسلوبة وتناسوا ان من بني جلدتنا هو اكبر ناهب لحقوق أهله وأرضه بل صرنا شركاء في العبث والغريب ان الاصوات التي للاسف تظهر وقت المواسم !!
لا يهمها ان تصنع موقف وتتبناه كقضية ضد اي من كان وخاصة المسئول الأول حين يجرؤوا على تقريب من تشبعوا بالفساد وإعادة تدويرهم في مواقع كانت يوما حكرا لهما كمنافذ للفساد
هنا لن يستقيم الوضع القادم الذي تحلمون به وتطالبون بالتحشيد والاصطفاف دونما غاية جادة في سد ثغرات الفساد بكل حلقاته ولا يستثنى من ذلك النخب السياسية لانها هي الاخرى تمارس لعب دور السمسرة والتفيد ولا تخجل حين تطالب بمشاريع وتتجاهل صلب الخط النضالي الوطني الذي يؤهلنا ويؤهلنا محافظتنا ان تلعب دورا محوريا كنموذج للقيادة والبناء وتأهيل البلاد الى وضعا أكثر حرصا ووفاءً في المنطقة عامة .