عندما يموت الضمير

2016-11-08 13:33

 

في احصائية دقيقة  عام ٢٠١٣م  نشرت احدى منظمات الامم المتحدة ان ٦٠٪ من الشعب اليمني تحت خط الفقر وبعد الحرب الغاشمة في عام ٢٠١٥م  زاد الفقر اكثر واكثر وانتشرت المجاعة في عموم المحافظات ..

بعيداً عن السياسة نجد ان دولة الامارات ممثلة بالهلال الاحمر قدمت ولهم الشكر على ذلك المساعدات العينية والمتمثلة في الحاجات الضرورية؛ كالدقيق،والزيت، والأرز، والسكر، الخ....  في ظل تردي المستوى المعيشي للفرد، واحتكار وحوش السوق لهذه المواد الاساسية التي لا نجدها اليوم في اكثر المنازل مع تأخر صرف المرتبات الذي يعتمد عليها أكثريه السكان ..

الهلال الاحمر الاماراتي كانوا  يمدون يد العون بدون تصوير وإذلال للمواطنين ، حتى انهم قاموا بتوصيل السلل الغذائية للمنازل ..

 

ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع  رؤيتي  في الأمس لصورة امرأة تضع على رأسها قطعة كرتون في الشمس القاحلة ومعها بعض المساعدات التي  يجب ان تتصور بجانبها حتى تحصل عليها ،  ذلك هو الإذلال والاستغلال الذي يقوم به بعض (.....) ضعفاء النفوس  لغرض الشهرة والثروة على حساب حاجة الفقراء والمحتاجين ..

في الفترة الاخيرة  تزايدت تلك الجمعيات والمؤسسات والائتلافات واللجان الإغاثية بشكل غريب وملفت والغرض مساعدة المواطنين لكن تصبح النتيجة سرقة بعض هذة المساعدات وبيعها في أرصفة الشيخ عثمان ومع ذلك نجدهم يزايدون بدورهم الإغاثي وذل واستغلال  الناس..

 

يجب وضع آلية مدروسة للتوزيع  حتى تصل هذة المساعدات للفقراء والمحتاجين  بدل بيع بعضها وتوزيعها بدون رؤية تلك المناظر المشمئزة للمواطنين الذي يعانون نتيجة حروب هم ليسوا طرفاً فيها ، اتعجب حين  يصطفون الناس بجانب السلل الغذائية وتصويرهم بطريقة مخزية ، علماً ان هذة السلل تاتي من دول مانحة ومع ذلك يقوم تجار الحروب ببيعها وتقاسمها مع ابناء عمومتهم وأصحابهم ، هل تعلمون ان بعض النساء الأرامل يخرجن عند حدوث الظلام كي لأيتم التعرف عليهم ويقومون بالتسول من اجل  إشباع أولادهم ..

 

في الحديث النبوي الشريف عن الذين يظلهم الله في ظلة ذكر

(  من تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شمالة ما تنفق يمينه )

والخليفة الراشد عمر بن الخطاب كان يقوم بإيصال الدقيق سراً للمرأة العجوز بدون ان يراه احد .

والتابعي زين العابدين كان يحمل الدقيق على ظهره ويقوم بإيصاله لكل بيوت الأرامل والأيتام  وتم اكتشاف هذا عند موته حيث وجدوا اثر السواد على ظهره وانقطاع الدقيق عن بيوت الأرامل. والأيتام..

نحن اليوم بحاجة الى الضمير الإنساني اكثر من الضمير الاعلامي حتى يتم إيصال كل مساعدة لبيوت الفقراء والمساكين بعيداً عن النصب والاحتيال والمتاجرة بقوت الفقراء ..

  اتمنى ان لا نصل ليوم يتم فيه إيقاف توزيع المساعدات للفقراء بسبب عطل في الكاميرا..