هل الضغط البريطاني سيفضي الى حلحلة القضية الجنوبية ؟

2012-09-28 12:40

 

هل الضغط البريطاني سيفضي الى حلحلة القضية الجنوبية ؟

 

الخضر الحسني

هل يستبشرُ الجنوبيون خيرا ، بالضغط البريطاني على القيادة السياسية اليمنية ، ممثلة بالاخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي..ويتحول تقريرُ المصير للجنوبيين ، الى مادة اعلامية ، لا للاستهلاك الاجوف ، كما جرت العادة ، بل لوضع النقاط على الحروف ، واخراج القضية الجنوبية ، من الغرف المظلمة والمغلقة ، الى فضاءات اوسع ، مما يعني بالتأكيد حلول مرحلة الجد في حلحلة اهم معضلة ، تواجهُ اليمن ، وبدون حلها ، لا يمكن اطلاقا الجزم في القول ؛ ان البلد سيخرج معافى (مائة بالمائة) من ازماته المتتالية .. وتلك التي خلفتها الممارسات اللاوحدوية التي عانى منها الجنوبيون ، وخاصة بعد الحرب الظالمة التي شنت عليهم ، وعلى ارضهم ، من جهة الشمال ، تحت مُسمى الدفاع ، عن وحدة قتلتها رصاصات الغدر ، وداست عليها جنازيرُ الدبابات ، عام 94م .. وجاءت ممارسات ، ما بعد تلك الحرب ، لتثبت للعالم اجمع ان الغرض منها -اي الحرب- لم يكن الدفاع عن الوحدة ، كما لاكته السنُ المنتصرين (الاثمين) ، بل لضم الفرع الى المركز ، وتحويل الجنوب -ارضا وانسانا- الى ملكية خاصة للمنتصر الخاسر عام 94م

ان الضغط البريطاني ، لم يأتِ من فراغ ، بل ان هناك وقائع دامغة ، على الارض ، تثبت وتبرهن بالدليل القاطع ، ان الوحدة ، قد جرى افراغها من مضامينها ، بل وقتلها برصاص قوات ما كانت تطلق على نفسها ب "قوات الشرعية" ! ... وما هي إلا قوات للنهب والفيد ومصادرة حقوق وحريات وهوية الجنوبيين ، وتحويلهم الى تابعين لصنعاء ، ومجرد (مقيمين) فيها ، يتحسرون على ما آلت اليه ظروفهم المعيشية والوظيفية ، من سوء ، بفعل سياسات وممارسات اقصائية وتهميشية ، لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هده السطور

بريطانيا على علم ويقين ، ان الوحدة الراهنة ، قد قتلت في نفوس الجنوبيين ، ولكن الجنوبيون ، لم يحسنوا -حتى اللحظة - توحيد صفوفهم وكلمتهم وقيادتهم ، والتخلص من خلافاتهم السطحية العقيمة.. فكل تيار ومكون جنوبي نضالي سلمي ، يبحثُ اصحابهُ عن الزعامة والمجد الشخصي ، الامر الدي جعل المتربصين بوحدة الجنوبيين ، يوغلون في مؤامراتهم ، الموجهة الى شعب الجنوب ، لمزيد من تفتيت اللحمة ، وهدم كل محاولة للملمة الصفوف ، وبالتالي لتحقيق مزيد من المكاسب المادية ، من قبل (عناصر) بعينها ، في منظومة الحكم اليمنية ، ابان الحكم السابق، ناهيكم عن (الحائمين) حول النظام الراهن ، من عناصر عقائدية دينية ، اكثر اقصاءً من تلك التي تولت زمام الامور في فترة حكم صالح

إننا كجنوبيين ، نتفاءلُ كثيرا ، بالضغط البريطاني الحالي ، من اجل ان يقرر الجنوبيون مصيرهم ، بعيدا عن هيمنة وسطوة صنعاء

فكفى ما عاناهُ اهلُ الجنوب ، من تدمير لمؤسساتهم الوطنية ونهب ثرواتهم ، ومصادرة حقوق كوادرهم وابنائهم ، واعتبارهم (تابعين) لمنظومة حكم اليمن في المركز

اننا في تيار المستقلين الجنوبيين - تيار نضالي سلمي اعلامي بروبوجاندي (تعبوي) تأسس اواخر عام 2002م- نؤيدُ ونباركُ ، اي جهد دولي ، يفضي الى حلحلة القضية الجنوبية ، على اساس لا غالب ولا مغلوب .. ولا ضرر ولا ضرار.. ولنعتبر اخواننا ابناء الشعب اليمني ، اصحاب الحق هم الاخرون ، في تقرير مصيرهم ، وبناء دولتهم التي يتطلعون اليها ، والتي تنهي والى الابد ، كل اشكال التسلط والهيمنة (العسكرية القبلية المتخلفة ) من قبل عناصر بعينها ، في منظومة حكمهم اللاحق - بعد تدخل دولي مرتقب - بعد تقرير الجنوبيين لمصيرهم ، تحت غطاء اممي دولي.. إن شاء الله تعالى

فلا حوار مع طرف ، يعتبر نفسه ؛ هو المركز المتسيد .. ونحنُ الفرعُ التابع او الملحق الخاضع له ، ولن يستقيم الحوار، إلا في ظل الاعتراف الكامل والشامل بدولة الجنوب ، واعادة كل الحقوق المسلوبة ، من قبل المنتصر عام 94م ، ووقف نزيف القتل المجاني القادم ، من جهة الشمال عبر تصدير الارهاب القاعدي الى محافظات الجنوب واعتبارها موئلا وحاضنا للارهاب ، والعالم اجمع ، يعلم من اين اتى الارهاب الى الجنوب.. ومن اتى به ؟ وكيف مررت المؤامراتُ ، عبر بوابة (ابين) الجنوبية ، وتحولت الى امارة ارهابية ، ولولا صحوة اللجان الشعبية ، من ابناء المحافظة وبعض الخيرين ، من ابناء وقادة الجيش ، المنتمين للجنوب لظلت القاعدة ، تعبثُ بأبين ، والجنوب عامة ، كما يروق او يحلو لها

ولا انكر - هنا - جهود (بعض) المخلصين الاوفياء ، من اخواننا في محافظات اليمن ، وخاصة المنتسبين للمؤسسة العسكرية ، ولهم الشكر الجزيل ، على مساهمتهم الجادة ، مع اخوانهم ، في الجنوب ، في اجتثاث آفة الارهاب ، وخاصة من ابين وشبوة

وليعلم العالم ، ان الجنوبيين ، لم يعرفوا الارهاب القاعدي إلا في عهد الوحدة .. وهم الاقدر على استئصال الارهاب ، في حالة عودتهم الى الاصل ، والى ارضهم ، تحت قيادة جنوبية مدركة ومستوعبة لكل المتغيرات الدولية.. ومحافظة على مصالح كافة الدول ، انطلاقا من مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية

ولتكن اليمن جارة عربية شقيقة للجنوب ، كما كانت قبل عام الاعلان ، عن الوحدة ، ولتعد المياه الى مجاريها الطبيعية

وليتنفس الجميعُ هواءً نقياً ، بعيداً عن شبح الارهاب وملوثات السياسات والممارسات التسلطية او العسكرية القبلية المتخلفة ، من اية جهة كانت

 

وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..الى آخر الآية الكريمة