نمسي نحتفل بنصر عظيم , ونصبح ننفخ بالونات اختبار جديدة , تنسينا جليل الأعمال وتشغلنا بالترهات .حالة يرثى لها في جروباتنا وفي كل وسائل التواصل الاجتماعية الجنوبية عامة واليافعية خاصة .
مجرد بالون اختبار عفاشي مؤتمري إصلاحي , مقصود وموجه , وله محركات بحث وحث واستهداف , بعضها من ضعفاء النفوس تلك الكروت المسبوقة الدفع والتأطير , وبعضها من الذين يمتلكون محركات القص واللصق وبسرعة تفوق محركات بحث جوجل , وغرضها وغايتها , خاصة تلك المسبوقة الدفع , خدمة الدافع لإشغال الجنوبيين المهتمين والمتابعين للأحداث الساخنة والمهمة , بترهات جانبية لا تقدم ولا تؤخر , بل تزيد توهانا لأولئك المستهدفين من السذج السابحين بلا بوصلة في خضم الشائعات , وفي فضاء مفتوح الآفاق لكل أشكال وأنواع الطيور المهاجرة والجارحة , ومن الحمامة إلى الصقر فالغراب .
وكل طير يغرد من على شرفته ومكانه , صقور تحوم على صارية العلم وتجوب فضاء الوطن , مثلها مثل أسوده المرابطين في كل ثغر , وحمامة تسجع على غصن السلام , وكثير من الغربان لا زالت تنعق على جيف أسيادها الغزاة .
وهناك محللين الحالة على عجالة , هذا يحلل ويشرح في مختبرات الدم والقبيلة , وآخر يأكل لحم أخيه حياً , وذاك ينفذ لأسياده وشيوخه ما حللوا من دمائنا , ويستبيح كل محرم .
اليوم الاثنين 15 أغسطس 2016 م
كنا نتوقع جميع وسائل التواصل الاجتماعي الجنوبية , تتفاعل مع ملحمة النصر الجنوبي في ( أبين الفصل والوصل الجنوبي ) الذي يسطره رجال المقاومة الجنوبية والجيش وبإسناد التحالف العربي , وتتجه العقول مثل القلوب , وتوجه الأقلام النيرة , إلى شحذ الهمم ومؤازرة رجال المقاومة وقيادتها الفذة , والاحتفال الفضائي مع ابتهالات واحتفالات أبين وأهلها على الأرض المتعطشة للنصر .
والالتفات إلى مقاومة الصبيحة الصلبة ورجالها المرابطين الذين يذودون على أبواب الجنوب بتضحياتهم العظيمة , وكذلك إلى إنجازات أمن عدن المتوالية على رؤوس الشر من القتلة والخونة , قاعدة ودواعش أصحاب الشمال , وكذلك إلى ما بعد أبين وتأمينها إلى شبوة ومقاومتها .
لكننا أصبحنا وكل مشاركي وسائل التواصل الاجتماعي , متسمرة عيوننا ومتنمله أناملنا من كثر ما كتب وحلل ونشر عن قصاصة ورقية منسوبة لأحد أعضاء ( مجلس النواب منزوعي الأنياب ) , وبالتحديد عن النائب / محمد عبد الحافظ العيسائي ألذي بعد أن دحض يوم أمس دعوى حضوره جلسة البالون الكبير , بما لا يدع مجال للشك , وحتى لا يقال أنني يافعي أغطي عما نشر عنه اليوم , وهو مسئول ومطالب بالرد والإيضاح , عن هذه التهمة المستندة إلى ورقة مكتوبة بخط اليد .
لكن ما يهم إيضاحه والتنبيه له هو :
كيف تحولت الجروبات إلى واجهة مثل واجهات الأسوار العامة التي يملأها المراهقين بشخبطاتهم , من جهة , والأهم كيف استحوذت قصة هذه الورقة , وحولتنا من الفرح والاحتفاء بالانتصارات العظيمة , إلى نفخ بالون الإشاعة وكأننا أطفال .
تحياتي للجميع :
وفي انتظار بالونات ملونة بألوان الطيف وبعدد كل أعضاء الجروبات , وكل واحد حر ينفخ البالون الذي يعجبه حتى ينفجر .
بقلم / صلاح ألطفي
12 ذو القعدة 1437 هجرية
الموافق 15 أغسطس 2016 م