تضعنا واقعة مقتل ثابت الهلالي إمام وخطيب أحد المساجد بردفان بلحج، الذي قتل يوم الاربعاء الماضي لعلاقته بتنظيم القاعدة، والمعلومات التي كشفتها قبل أيام التحقيقات مع الخلية الإرهابية بعدن، وإعترافات عناصرها أن إمام وخطيب أحد المساجد في عدن قد افتى لهم بإرتكاب مجزرة دار المسنين؛ أمام خطر اغتصاب التنظيمات الإرهابية للدين عبر سيطرة عناصرها والمرتبطين بها على بعض المساجد؛ لتشويه ديننا الإسلامي، وللتأثيرعلى الشباب صغار السن، بغسل إدمغتهم وشحن عقولهم، بالفكر المتطرف مستخدمين فتاوى غير شرعية، ووسائل، وأدوات متعددة : نفسية، وفكرية، ومادية، للسيطرة عليهم لتشكيل وعيهم وبناء شخصياتهم، وفق ما ينسجم مع تحقيق أهدافها وأنشطتها العدوانية لتدمير المجتمع، ولتنشئة جيل متطرف ينمو ويكبرمعه الخطر حتى يصل إلى مستوى يصعب إنقاذه وحمايته منه بعد أن يصبح رهينته.
هذه الوقائع والحقائق الثابتة هي الطريق الذي سيبصرنا على مكامن الخطر الذي يستهدف اغتصاب ديننا الاسلإمي وتشويهه والإساءة إليه من خلال تزييف رسالته السامية، واستغلال ثقة المواطنين بهم كإئمة وخطباء؛ لتدمير المجتمع بنشرهم الفكر المتطرف، بتركيزهم على الأطفال والشباب صغار السن. وسيقودنا ويرشدنا للبحث والتفتيش عن بقية جوانبه الخفية، وكل ما يتصل به من: أدوات، ووسائل، وعناصر بشرية، التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية لتحقيق هدفها للتأثير على عقول الشباب ومغالطتها المجتمع وتشويه ديننا الإسلامي الحنيف بتصديرها من على هذه المنابر الفكر المتطرف، لصناعة أعمال العنف والإرهاب لتدمير الشباب والمجتمع اليمني.
تولي التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) المساجد في اليمن اهتمام كبير لنظرتها لها كأقصر الطرق لتحقيق أهدافها للسيطرة على الشباب، واستقطابهم؛ لمكانتها المقدسة في حياة المسلم، ولقوة ارتباطه بها ولإطمئنانه على أولاده الشباب صغار السن بالتردد عليها، ولاهميتها التي جعلها الله تعالى أشرف بقاع الأض، لأنها بيوت الله عز وجل يشجع الأهالي أولادهم على ارتيادها،، ضمانًا لحُسن تنشئتهم وتربيتهم على طاعة الله والبعد عن معصيته؛ لثقتهم بدورها الريادي في نهضة الأمة، بتأديتها رسالتها الروحية، والتعليمية، والاجتماعية، وارتباط مكانتها السامية بوظيفتها التي تنهض بالمجتمع والفرد، وبما تقوم به لبناء الشخصية المسلمة وتربيتها في إطار المجتمع المسلم من خلال مناشطها التربوية، والاجتماعية.
إن استغلال المساجد ورسالتها السامية، وثقة المواطن بها وبالقائمين عليها، من قبل التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) يمثل خطراً كبيرا على ديننا الإسلامي الحنيف وعلى المجتمع اليمني، لقيامها بتغذية عقول الشباب صُغار السن بالفكر المتطرف، وبالفتاوى غيرالشريعية، وتنمية العنف والإرهاب في عقولهم، ليكبر معهم، ليصل إلى مستواه الخطر الذي يصعب احتوائه. وبعد أن بلغ السيل الزبى، وصار الخطر في مستوى لا يسمح السكوت عنه فإن ذلك يضع الدولة والمجتمع اليمني بكل فئاته في المواجهة معه بمسؤولية وحزم، لحماية ديننا الإسلامي من خطرهذه العناصر الملوثة أيديها وألسنتها بفتاوى القتل وإرقة دماء المسلمين، دون وجه حق،ولتطهير حرمتها من دنس أفكارهم الضالة الذي وتغسل به إدمغة شبابنا لتجنيدهم للالتحاق في صفوف تنظيماتها الإرهابية "القاعدة وداعش".
لا خيار أمام مجتمعنا للحفاظ على ديننا الإسلامي الحنيف من المغتصبين إلا تحرير المساجد ومنابرها من قبضة هؤلاء المغتصبين للدين، المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش)، ومنع تبعية المساجد للأحزاب السياسية، وتطهيرها من أي عناصر تتبنى الفكر المتطرف، والمتشدد ، وتشديد الرقابة عليها لاستعادة دورها الريادي في التهوض بالأمة ، والسمو برسالتها الروحية والتعليمية والاجتماعية وبمبادئ الإسلام وقيمة السامية.