بعد الكويت الحرب لا السلام

2016-04-14 19:58

 

تعيين علي محسن الأحمر نائباً للرئيس وأحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء من قبل الرئيس هادي بعد التشاور الأكيد مع السعوديين لدليل أن مهمة هذه القيادة هي أستعادة الدولة وهزيمة الإنقلابيين لا غير، وما قبول التفاوض في الكويت من قبل الشرعية إلا لسحب البساط من تحت أقدام المجتمع الدولي الذي يضغط بإتجاه وقف الحرب عبر هذه المفاوضات.

 

لا يمكن أن تجمع الأعداء الإلداء إيدلوجياً وسياسياً في غرفة واحده وتقول لهم هيا (سدّوا) والمعركة على الأرض وصلت حد التجمد بعدم قدرة أي من الطرفين أحداث أختراق حقيقي يضمن له أوراق تفاوضية أقوى، لذلك مفاوضات الكويت في تقديري ستغرق في تفاصيل مثل سحب السلاح وكيفية ذلك والمعتقلين والحصار والإغاثة وهذه في معظمها قضايا إنسانية ولن تكون الكويت حاسمة في الخروج حتى بحلول لهذه القضايا.

 

الحوثي في السعودية يحاول أعطاء السعودية أي ثمن تطلبه مقابل أن تترك له حرية التصرف في الداخل اليمني تجاه دواعش حزب الإصلاح كما يسميهم وداعش والقاعده ولن يمانع أن يتفاهم مع السعودية حتى حول التخلص من صالح، لكن السعودية لا تثق فيه وتريد بقبول التفاوض معه أحداث شرخ بينه وبين صالح لذلك لا أعتقد أن محادثات الكويت ستخرج بأي نتيجة. وبعد الكويت قد نرى تصعيداً غير مسبوق في هذه الحرب.

 

الجنوبيون ضائعون فقيادات الحراك التي عينت في مناصب رسمية كمحافظي عدن ولحج ومدراء الأمن وغيرهم هم يتبعون سلطة الدولة ولا يستطيعون فعل أي شي خارج عن هذه السلطة والتزاماتها القانونية والسياسية داخلياً وخارجياً وإلا تم عزلهم.

 

القيادات الحراكية الأخرى تجاوزتها الأحداث تقريباً، أما الرؤساء الجنوبيين فلا يستطيعون فعل شي لأنهم محكومين بسياسيات الدول التي يقيمون فيها.. إذن ماهو الحل؟!

 

الحل من وجهة نظري أن يقوم شباب الميدان من حراكيين ومقاومين بتشكيل قيادة ميدانية جديده تدرس بعناية كل الخيارات لإخراج الجنوب من هذا التيه والعودة به لقلب الفعل السياسي ليس بالصدام مع الشرعية بل بالعمل النضالي السلمي وهو الوحيد الكفيل القيام بهذه المهمة.

المليونية القادمة بدون تشكيل هذه القياده ستكون رسالة مؤقتة فقط ستنتهي مفاعيلها بعد نهايتها لكن بوجود هذه القيادة ومتابعة برنامج نضالي سلمي حقيقي على الأرض ستكون المليونية تدشين لمرحلة جديده من النضال الجنوبي لن تنتهي إلا بتحقيق الأهداف الجنوبية.