اعتقد ان قرارات الرئيس هادي أمس عملية أكثر منها شكلية كما كان من قبل وأظنها تأتي في هذا التوقيت لطمأنة الشمال اولا ولضمان نجاح مؤتمر الكويت ثانيا.
الشمال لن يهدأ إلا برجل شمالي قوي وهذا موروث اجتماعي جبلوا عليه حتى في زمن الجمهورية والوحدة والديمقراطية، كما و ان الرئيس هادي وبحاح لم يستطيعا اختراق الشمال طوال الفترة الماضية فإن التحالف يرى من الضروري إنهاء هذا العبث خصوصا بعد مرور عام على الحرب دون تقدم حقيقي في الشمال. وبنظرة واقعية عقلانية يهمنا ويعنينا في المقام الأول وقف هذه الحرب المجنونة ومن ثم لنا كلام تحليلي أو تنظيري في مآلات الأمور عندما تضع الحرب أوزارها.
قرار تعيين علي محسن ليس ضد الجنوب بقدر ما هو سيحشر الحوثي في الزاوية ويضيق الخناق عليه وربما سيكون الخاسر الأكبر في لقاء الكويت ، أما القضية الجنوبية ليست محل اختبار جديد وقد شبت وتصلب عودها ولم تعد ظاهرة صوتية كما كانت عند انطلاقها ولن يستطيع محسن على مواجهتها أو كسرها كما لم يستطع عفاش ومليشيات الحوثي فعل ذلك و هم الأقوى على مدار سنوات نضالنا السلمي.
لن تنتهي الحرب في الجنوب رغم انتصارنا إلا بنصر عسكري او حل سياسي في الشمال ولن يتم النظر في ملف الجنوب إلا بعد وقف الحرب وهذه القرارات في اعتقادي ستؤدي بالضرورة إلى تسوية تتبعها تهدئة ثم وقف نهائي للحرب وهذا بيت القصيد.