الأخ المناضل عيدروس الزبيدي
تحية التحرير والإستقلال.. أما بعد
عرفناك منذ زمن طويل مناضل صلب ومقاتل شرس في سبيل القضية الجنوبية، وساهمت بفعالية في معركة الجنوب الأخيره لصد الفاشيين الغزاه، وكنت أنا من المتحمسين لتوليك منصب يضع بين يديك السلطة والإمكانية لتساهم في أعادة ترتيب البيت الجنوبي، وكنت أقترحت أن يتم تعيينكم قائماً بأعمال وزير الدفاع حتى تستطيع إنشاء نواة لوازرة الدفاع وهيئة الأركان في عدن وتحويل المقاومة إلى ألوية عسكرية تستطيع بسط السيطرة على الأراضي المحرره وتأمينها وحل مشكلة أفراد المقاومة أنفسهم الذين وكما حذرنا سابقاً سيتحولون لمجموعات منفصلة وستنشأ ظاهره المليشيات وأمراء الحرب وهذا ما حدث للأسف.
بدل هذا التعيين تم تعيينكم محافظاً لعدن والمحافظ في العاده مسئول عن الخدمات والبنية التحتية أكثر من شئون الجيش والأمن. كنت أدرك أن هذا التعيين فخ حقيقي لإستهلاككم من ناحية ولإحراقكم بعدم التمكن من عمل شي من ناحية ثانية، ربما الرئيس هادي لم يقصد ذلك ولكن المطبخ الذي حواليه قصد وتعمد.
سامحني أخي العميد أن أقول لكم أن صورتكم لم تعد تلك الصورة العملاقة التي طُبعت في مخيلة الناس بعد الإنتصار على الغزاه الفاشيين لأن وضع عدن تردى وأصبح القتل والفوضى والإرهاب سمة الحياة اليوم في مدينة عدن.
أدرك أنكم تحاولون عمل شي وأن الصعوبات أمامكم جبال ولكن هذا لا يعني الصبر لعل وعسى حتى تسقطون في حفرة الفشل لأن الناس إذا أستمريتم وفشلتم لن يسامحوكم لو جئتموهم حينها وقلتم فشلنا.
أخي العميد إذا ليس بيدكم توحيد المقاومة وإنشاء ألوية عسكرية من بين أفرادها والميزانية التي تمكنكم من هذه العملية، وإذا لم يكن بيدكم تجنيد الآلاف في مختلف فروع الأمن والميزانية المتكاملة لعمل كهذا فالأفضل لكم تقديم أستقالتكم والعودة لصفوف المقاومة وتوحيدها كجهاز شعبي في مختلف انحاء الجنوب والإستعداد للمرحلة القادمة التي سيكون على الجنوب أن يقول كلمته الفصل بشأن مصيره ومستقبله وهذا ما ستقرره المقاومة لو أما تحولت لجيش وامن، أو تحولت لجهاز شعبي موحد تحت قيادتكم يعتمد على القدرات الذاتية لشعب الجنوب خارج أطار السلطة الحالية التي يثبت الوقت أنها تفرغ النضال الجنوبي من محتواه بعدم الحسم في كل القضايا الوطنية حتى أضحت القاعده وداعش أمام كل بيت في الجنوب.
هذه الرسالة عن حرص عليكم وعلى مسيرة حياتكم الحافلة بالكفاح فلا تضيعوها في منصب لن تستطيعوا عبره فعل شي.
ودمتم
أخوكم/ صالح الجبواني