إضاءة
" وشرناها من الشتلي الى الشلمان
وصبحت جاحبه عا ود بي سيفان
نواخيذ السفن ماعليهم مان
ولافي صاحب الديره أمانه " الشاعر المحضار
منذ تاريخ نشوء السلطنتين وماتلاها من أحداث نجد أن حضرموت قابعة تحت هيمنة وسطوة القوى المتنفذة خارجيا وهي دافعة ثمن تلك الهيمنة رغم إصرارها العنيد على المقاومة والصمود بسلاح الصبر المتجسد في قدرتها على السكوت العنيد ومكابدة الاحداث بشئ من التأني والتقاط لحظة التمحيص بهدوء يشيئ لغير العارف ببواطن أمورها وفهم كنهها أنها قد استسلمت لقدرها بحيلة العاجز لا المؤمن بقضاء الله وقدره .
ولعل في متواليات التاريخ الحضرمي منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة القاتمة منه ماينبأك عن استمرار ذلك النهج في التعاطي مع الاحداث وفق عقيدة ربما يفرط البعض في الإيغال بسلبيتها تفسيرا وهو منتهى عدم الإدراك لطبيعة الشخصية الحضرمية الناسكة في محراب السلمية والمدنية على اعتبار مكونها الحضاري وإرثها التليد الذي يشمأز البعض من ذواتها للنظر إليه كشئ يميزها عن بعضها .
مانراه اليوم من محن تتوالى عليها كارثية بالمعنى المطلق تجعلك تفكر مليا في هذه الخصوصية مرارا وتكرارا وهي تعيش معاناتها بذلك الصبر النادر وتتحمل عبء كارثيته المتراكمة والمتلاحقة في زمن قياسي نادر تداهم المدلهمات كل الجغرافيا المحيطة بها .
حضرموت اليوم بكل إصرار لم تشد عن قاعدتها التليدة في التعامل مع محنها رغم فوارق الزمن واختلاف نوائبه لكنها مع كل ماتقدمه من تضحيات جسام في مكابدة هذه المحن بكل مرارتها إلا إننا نراها يحدث فيها من التبدلات في التخلق الجيني لجهازها المعاني ربما يتخلق في خلايا جسدها القدرة على مقاومة هذه المحن بمناعة داخلية لانراها نحن ظاهريا ولن يكن ذلك الا بتداعي سائر جسدها بالسهر والحمى. !!
فهي اليوم تعاني من العقل والبدن وبائيا وقد نالها مانالها منه ضنكا في ذاتها وتحتاج منا الى ( صرخة ) بشكل مختلف عن كل الصرخات التي نسمعها وتتقاذفنا أمواجها يمنة ويسرى فهل لدي الجميع القدرة على ذلك أم يستمر مسلسلة الفرجة على السفينة وهي جاحبة جانحة ؟!!.هذه مسؤولية الجميع ولاعذر لأحد البتة .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اكرم باشكيل
١٢/ يناير٢٠١٦ م