الحرب المُستدامة في اليمن

2015-10-29 00:01

 

الحرب في اليمن تتحول شيئاً فشيئاً إلى حرب مُستدامة بمعنى أنها ستستمر إلى ماشاء الله، والحروب المُستدامة عادة ليست حروب شاملة ولكنها جزر من الحروب المنعزلة عن بعضها في مناطق مختلفه على ذات جغرافية البلد لأنها تفتقر للتخطيط الشامل والإستراتيجية واضحة المعالم عسكرياً وسياسياً وتقوم على قاعدة إستنزاف الخصم وهذا ما يقوم به الطرفان المتحاربان في اليمن فنلاحظ الحرب في تعز منفصله عن الحرب في مأرب منفصلة عن التعامل العسكري الجوي في محافظات شمال الشمال وحتى الحروب التي دارت في محافظات الجنوب كانت منفصله عن بعضها البعض.

 

هذه الحروب عادة لا تحسم والطرف الأضعف مع الوقت يكتسب خبرات جديده ويتكيف شيئاً فشيئاً ويعتبر صموده نصراً ويسوّق هذا النصر للسكان حتى يصدقوا ومع الوقت تكتسب الجبهة الداخلية مناعة، وعلى هامش الحرب تنشاء تجاره ضخمة جداً في كل شي من السلاح إلى الغذاء إلى النفط والغاز والأدوية وغيرها وتنشاء شبكات تهريب ضخمة ليست محلية فحسب ولكن دولية وكلنا رأينا كيف أبتكر سكان غزه طرق الحصول على كل شي عبر الأنفاق. ومن أبرز المشاكل التي ترافق مثل هذه الحرب التالي:

 

- تعليق الوضع في المناطق المحرره على النتيجة النهائية للحرب فعدن ومناطق الجنوب لم يتغير فيها شي بل أن الوضع تدهور للأسواء والسبب أن التحالف لن يلقي بثقله في هذه المناطق وهو ليس متأكد عن النتيجة النهائية للحرب فقد تجري في مرحلة ما الرياح في غير صالح سفنه لذلك إبقاء تركة ضخمة من المشاكل للخصم بإعتبار التحالف عابر سبيل وفاعل خير لا أكثر.

 

- عدم دعم قوات الجيش والمقاومة بما تحتاجة من سلاح وتموين ومرتبات والتعامل بالقطاره لأن التحالف لا يضمن المقاومة شمالاً فقد تتغير الظروف ويفقد سلاحة قبل تحقيق نصر سياسي وعسكري حقيقي. ولا يضمن المقاومة جنوباً من الناحية السياسية لأن التحالف يعتقد أن تجهيزها قد يدفع بها لإعلان الإنفصال كأمر واقع وهذا أمر لم تتخذ فيه دول التحالف قراراً بعد.

 

- ترك القياده السياسية تتخبط وعدم ضبط الأمور لأن ضبطها يعني ضبط الداخل والداخل يجب أن تبقى الأمور معلقه فيه حتى تتبين نتيجة الحرب.

 

- إتباع سياسة إعلامية تجعل الناس تتكيف مع الوضع وتتقبله حتى لا تنقلب الأمور داخلياً بفعل الإستياء الشعبي.

 

- ترغيب قيادات الجيش وقيادات المقاومة والسلطات المحلية بدفع الأموال لهم كأشخاص حتى تظل علاقتهم بالتحالف جيده ويأمنوا تمردهم.

 

كل هذه المشكلات التي أظن أن التحالف يتعمدها بناء على رؤيتنا لما يجري على الأرض تصب في مصلحة الخصم لأن ليس لديه ما يخسره أكثر مما خسره وأن ظل التحالف يتبع هذه السياسة في الحرب في اليمن فقد تنتهي بخسارتة للحرب بعدم تحقيق أهدافها السياسية ولذلك فأن أجرى تغيير جذري على هذه السياسة أمر ملح وضروري لكسب الحرب فإنتظار النتائج كما تقررها الأحداث على الأرض نوع من المغامره والمقامره والمغامرات والمقامرات ليس مضموناً كسبها.

 

أن إتباع إستراتيجية جديده من قبل التحالف يستلزم القيام بالتالي كإجراءات تمهيدية لما بعدها:

- ضبط الأوضاع في المناطق المحرره أمنياً ومدها بكل وسائل الحياة الضرورية من مواد غذائية ودوائية وكهرباء ومياه لكي تكون نموذجاً للمناطق الواقعة تحت سيطرة العفاش والحوثي التي تعاني الأمرين فقد يدفع نشؤ مثل هذا الوضع للتمرد الداخلي وهو من أهم الأمور التي يجب أن يراهن عليها التحالف.

 

- تسليح الجيش والمقاومة بشكل متكامل حتى تحقق النصر على العدو وحسم معركتي تعز ومأرب سيكون ضربة الموت للحوفاشيين بدل الوضع القائم حالياً الذي طال والنتائج هناك هزيله.

 

- ضبط عمل القيادة السياسية بحل المشاكل القائمة بين الرئاسة والحكومة وإعادة بنائهما بشكل سليم تحت قيادتي هادي وبحاح.

- فتح الحدود للمواطنين اليمنيين للعمل في السعودية ودول الخليج حتى تتهياء الظروف لقبول اليمن عضواً كامل العضوية في مجلس التعاون الخليجي.

 

هذه الأجراءات لو تمت فأنها ستخلق الأرضية الصحيحة لتحرير صنعاء والوصول إلى مران والإنتهاء من المشكلة اليمنية .