داعش الإيرانية وقاعدة عفاش دفعا نحو جنيف 2

2015-10-20 11:01

 

تكاد تجمع كل تقارير وسائل الإعلام ومراكز الدراسات أن عمليات داعش الإيرانية الإرهابية في عدن وأكبرها تأثيراً ضرب الفندق الذي كانت تقيم فيه الحكومة، وكذلك الظهور العلني الإستعراضي لعناصر القاعده متعددة الولاءات بين عفاش وعلي محسن والإصلاح في شوارع عدن قد دفعا بالأمم المتحده ودول عظمى لتفعيل الدعوه لإستئناف مفاوضات جنيف 2.

 

فشل الجنوبيون إذن ونجح الحوثي وعفاش عبر إذرعهما الإرهابية تلك في تحقيق عدة أهداف دفعة واحده أبرزها:

 

- إظهار تحرير عدن والمحافظات الأخرى كعملية جوفاء لم يستفد منها الجنوبيون نظراً لتعدد ولاءاتهم والإنقسامات العميقة بينهم وإيصال المواطن الجنوبي إلى حالة من اليأس تدفعه للقناعة بالقبول بأي حل سياسي وكما يخطط الحوثي وعفاش والإصلاح لن يكون ذلك الحل إلا في إطار الوحده.

 

- إظهار عجز السلطة الشرعية على تأمين وإدارة عدن والمحافظات المحرره.

 

- المقاومة الجنوبية التي أنصهرت في الحرب في جبهة واحده عادت بعد تحرير عدن والمحافظات المجاوره إلى عناصرها الأولية بتعدد الكيانات والولاءات مما حولها لعبئ ثقيل بدل أن تكون عامل لتحقيق الأمن والإستقرار وهذا وضع يسعد الحوافش طبعاً.

 

- هنالك تيار في الحراك الجنوبي أرتبط ولازال بطهران وهو تيار مرتزق عدمي لو خير بين حكم الحوثي وهادي سيختار الحوثي وهذا التيار شوش الحراك ووضعه في دائرة الشك بالنسبة للداخل وأمام دول التحالف ولذلك قضى الحراك على دوره في تقرير مصير الجنوب وتحول بتياراته المتعددة إلى اوراق لعب في يد القوى الإقليمية.

 

إذن هذه العوامل التي أستطعنا رصدها جنوباً هي التي دفعت للدعوة إلى إستئناف التفاوض في جنيف 2 ونتيجة لهذه العوامل فأن الجنوبيين سيكونون غائبين عن مفاوضات جنيف إلا لو جاء أحد منهم ضمن وفد السلطة القادم من الرياض.

 

لا توجد اليوم جهة جنوبية نستطيع أن نتوجه إليها ونخاطبها أو نلقي عليها اللوم والمسئولية فيما وصل اليه الوضع ولذلك تبقى السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي ونائبه رئيس الحكومة هي الجدار الأخير والإلتفاف حولها ضروري لأن هذا الجدار على هشاشته لو سقط لا يوجد في الأفق غير السقوط الشامل.

 

السعودية مهتمة بمصير الحوثيين فهؤلاء هم الذين يؤرقون الرياض وعدم هزيمتهم هزيمة كاملة لن يضمن للسعودية الأمن والسلام وسيبقون مثل الكابوس بالنسبة لها ولهذا فالإهتمام السعودي بالجنوب محدود، والإهتمام الإماراتي مهما كان حجمه لن يسد الفجوات العميقة في الجسد الجنوبي.

 

لا ندري أي تسوية سيتمخض عنها جنيف 2 أن تمخض طبعاً لكنها بالتأكيد لن تكون في مصلحة الجنوبيين لأن الجنوبيين فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة عدن وحماية المحافظات المجاوره فأبين عادت تحت حكم القاعده ومحافظ شبوه صرح بمراره أن الحوثيين لو أرادوا العودة لعتق لن يؤخرهم إلا مسافة السكه ناهيكم عن أخطار القاعده.

 

أما الضالع فمشغولين بتأسيس جيش لكن بدون دعم لهذا الجيش من تسليح وتموين ومرتبات لأفراده يبقى جيش لإرضاء الذات وإحياء ذكريات يتقادم عليها الدهر كلما سقط الجنوب أكثر في هذا التيه المظلم.