حين كان عمر البشير يسعى جاهدا للحفاظ على جنوب السودان ضمن نسيج دولته جمهورية السودان، كان يحرص على ان يكون ممثليه من الشمال الى الجنوب من خيرة مالديه من كوادر من حيث الكفاءة والاستقامة ونظافة اليد وحسن التعامل مع الآخرين
أما يمنيا فقد كان سيء الصيت علي عبدالله صالح حين يعبر عن تمسكه بالوحدة واصراره على الإبقاء على الجنوب ضمن الجمهورية اليمنية فقد كان يقوم وبعناية بإرسال أسوأ ما لديه من اللصوص والقتلة والفاسدين من أبناء الشمال وهو ما رسخ القناعة لدى الجنوبيين ان كل ما يأتي من الشمال سيء.
السيئ صالح عزز هذا بسلطة حاقدة عاملت الجنوب والجنوبيين على انهم دخلاء على ارض هي ملك أباطرة وفاسدي صنعاء فكان كل جنوبي ناقص ودخيل حتى يثبت فساده وولائه للصوص صنعاء.
وجنوبا عزز السيء هذا الاعتقاد بالاعتماد على أسوأ ما في الجنوب من شخوص ولاهم أمور الناس وأغدق عليهم بالمال ومنحهم سلطة مطلقة لاستعباد الناس شريطة ان يكونوا هم مستعبدين لصنعاء وأهلها.
لذلك قلتها سابقا وأقولها اليوم إن ثقافة الكراهية المقيتة في الجنوب تجاه الشمال وأهله ليست صناعة جنوبية بل صناعة شمالية خالصة أبدع في تصميمها وتصديرها إلى هنا صالح وشلة السوء من حوله ممن كرهوا الناس بالوحدة وأثاروا الأحقاد والضغائن حتى في نفوس من لا يعرف الكره والحقد ومن لا يجيده .
قد يسألهم أحدهم وماذنب العامل البسيط وصاحب المطعم او البسطة أو المغسلة ولماذا يجد جنوبا كل هذا الكره ؟ أقول فعلا لا ذنب له لكن يجب ان ندرك ان السيئ صالح وسلطتها الأمنية هم من أساء إلى هؤلاء وتسسببوا لهم بكل هذه النقمة حينما زرع المخبرين والعسس وجنود الأمن السياسي والقومي وما شابههم في هذه المهن فكانوا هم القتلة وهم العيون التي رصدت حركات وسكنات الناس حتى صاروا مصدر قلق للمجتمع بل ان بعض الأغبياء من البسطاء من أصحاب هذه المهن كان يحاول ان يظهر للناس انه رجل امن سياسي او امن مركزي وهو ليس كذلك حتى يضمن خوفهم منه ،فكانت النتيجة ما نراه اليوم.