حين كانت ثورة الشباب في صنعاء قد ظفرت بخلع صالح ونظامه ومجيئ هادي رئيساً توافقيا بدلا عنه .
كان هادي قد أخفق في تقديراته لتقييم نتائج الأزمة السياسية وما أحدثته ثورة الشباب من تغيير مذهل وغير متوقع في تاريخ الصراع السياسي في اليمن حين اعتقد خاطا ان اللواء الاحمر هو الرجل الاول والقوي الذي ضن هادي انه من أرجح الكفة بمؤازرته وتأييده المتأخر او بالاصح سرقته لثورة الشباب ومطالبهم بتغيير النظام .
وعلى هذا الأساس من الاعتقاد والتقييم الخاطئ لدى هادي .. رمى الرجل كل ثقته ونسج تحالفاته مع اللواء العجوز الاحمر وسلمه زمام الأمور بردا بسلام .
فكان الرئيس المخلوع الذي يرى في هادي انه خان عهده وولاءه له قد استبق اللواء والمشير ونسج تحالفه الخفي مع عدوه وخصمه اللدود الحوثي وملشياته ما جعله هذا التحالف يطيح بثورة الشباب وبالاحمر وبهادي ومخرجات حواره وحماره .
اليوم هادي يكرر نفس الخطاء في تعامله مع المقاومة الجنوبية التي خرجت من صلب الحراك الجنوبي وولدت من رحم المعركة والتي كان لها الفضل الاول والأخير في كسر شوكة الحوثي وصالح في عدن .. حين سلط عليها في عمليات العاصفة بالرياض اللواء الاحمر الذي تعمد عدم دعمها بالسلاح والمال والمساعدات والمدد اللوجستي الخ .
محاولا فرض الوصايه على الجنوب عبر حليفه وحزبه (الاصلاح) ومرتزقته من أنصار (دماج وبقايا تلاميذه من فلول القاعدة .. لأمر في نفس يعقوب !
اللواء الاحمر عبر الاصلاح يحاول اليوم في عدن سرقة نصر المقاومة الجنوبية من خلال سيطرته عبر وكيله وطفله المدلل في عدن المدعو (الامير هاشم السيد) الذي اصبح يهيمن على كل مقدرات الجنوب ومساعدات الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي الذي يمارس باسمهم الكذب والتضليل بإرهاب الجنوبيين باتصاله المباشر بقيادة المملكة العربية السعودية وتصوير نفسه بانه رجل السعودية الاول في الجنوب.
بينما في حقيقة الامر هو لا يمثل الا مصالح اللواء الاحمر والإصلاح دون غيرهم!
المقاومة الجنوبية اليوم تدخل الشهر الخامس دون ان يستلم اي منهم ريال واحد من المساعدة المالية التي قدمتها دول الخليج بمن فيهم من انتسبوا الى الألوية الجنوبية الثلاثة ( لواء ١١٥ واللواء ٣٩ مشاه واللواء ٣٩ مدرع) وغيرهم من أبطال المقاومة الجنوبية .. بينما الاصلاح وأنصار دماج الذين كانوا مرابطين في مناطق تواجدهم البعيدة عن المواجهات ولم نسمع عن دخولهم أو الاشتباك المباشر في اي معركة تذكر مع القوات الغازية والدليل على ذلك قائمة اسماء الشهداء والجرحى وهذا ما يعلمه كل جنوبي في عدن .. لكنهم يستلموها وزيادة شهريا وعبر المدعو (الأمير) هاشم الذي صار بمثابة الحاكم الاول في عدن .. بينما حرم منها ابطال المقاومك الجنوبية ومثلها حرمانهم من التسليح والذخائر والغذاء والوقود !
الامير هاشم السيد لم يتوقف عند هذا الحد من ممارسة لعبته الخطرة في محاولة سرقة نضال وتضحيات ونصر المقاومة الجنوبية بل وصل به الامر الى السطو والسيطرة والاستحواذ على كل غنائم السلاح والذخيرة التي خلفتها مليشيات صالح والحوثي بل ويقوم اليوم بشراءها من افراد المقاومة مستقلا فقرهم وعوزهم للمادة والمال الذي احرمهم منه ، وباغراءات مالية سخية حيث حاول يوم أمس شراء مضاد جوي نوع (٢٣ م ط ) بمبلغ عشره مليون من المقاومة الجنوبية في خورمكسر الذين رفضوا مطلبه وعرضه المالي القذر واللئبم .. وهو ما خلق تذمر بين أوساط المقاومة الجنوبية .. لا يدركه وربما لا يعلمه هادي وقد لا تعلمه قيادة المملكة وقيادة العاصفة.. والله اعلم !
فما الذي يمنع هادي من تحويل كل هذه الصلاحيات والسلطات المخوله (الإدارية والمالية والعسكرية والأمنية) الى يد مستشار الرئيس للشؤون العسكرية القائد والاكاديمي المخضرم ابن عدن الابية اللواء الركن / جعفر محمد سعد قائد عملية السهم الذهبي .. الذي يستحق عن جدارة منصب وزير الدفاع بلا منازع .. مثلما فرض الاحمر السارق الركن عبده الحذيفي وزيرا للداخلية الذي نهب كل ارضية ركنية في عدن حين كان رئيس شعبة أراضي عدن .. ام انه ينتظر عودة وزير الدفاع السابق وشقيقه اللواء ناصر المأسورين لدى صنعاء والذي لم نسمع او حدث في اي بلد في العالم ان يعود الى منصبه اي قيادي عسكري او امني اخفق في اي ثقرة عسكرية او فشل في قيادته او تم اسره او استسلامه للعدو في اول يوم للمعركة .. ان لم تنصب له المحاكمة العسكرية بتهمة الفشل والأخفاق في أداء واجبه ووظيفته ما يؤدي الى عزله في أضعف الإيمان مهما كانت مبررات اسره !
يا ترى هل يكرر هادي في عدن نفس أخطاءه في صنعاء ويخسر النصر والمقاومة الجنوبية والشعب الجنوبي .. هذا ما نلمسه وما نتوقعه وما لا نتمناه .. وكأنك يا بو زيد ما غزيت !