في شهر أبريل منحتنا سفارة المملكة العربية السعودية في ابوظبي تأشيرات سفر حكومية لعدد من القيادات الجنوبية هم علي ناصر محمد ومحمد علي احمد وعلي منصر ولطفي شطارة والسفير رياض العكبري بعد الاتفاق مع المهندس حيدر أبوبكر العطاس الذي كان دينامو لملمة الجميع ، وبعد اجتماعات في ابوظبي حضرها أيضا الدكتور محمد العوادي الذي أصبح في وقت لاحق مديرا لمكتب الأستاذ خالد بحاح نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء والشيخ صالح بن فريد قررنا أن نذهب إلى الرياض والاجتماع مع بقية الأخوة بينهم علي سالم البيض ..
رفض علي ناصر محمد ومحمد علي السفر معنا إلى الرياض وقررا السفر الى القاهرة عوضا عن ذلك ..
أعتقد الرافضين أن الذهاب إلى الرياض هو المشاركة في المؤتمر الذي عقد هناك برعاية مجلس التعاون الخليجي وأنهم قد يواجهون الرئيس عبدربه منصور هادي في ذلك المؤتمر ولهذا فضلوا السفر الى القاهرة بينما بقي علي منصر في الإمارات لإجراء فحوصات أو السفر الى القاهرة لهذا الغرض كما أبلغني شخصيا ، مع أنني والسفير رياض العكبري سافرنا حينها إلى الرياض ولم نشارك في المؤتمر لأنه كانت لنا وجهة نظر أخرى أبرزها أن لا يتطرق المؤتمر لأي قضايا سياسية باستثناء الإجماع على وجود آلية لالتزام المتمردين الحوثيين ومليشيات صالح على تنفيذ القرارات الدولية وهدنة ينسحب الحوثيين فيها وتدخل قوافل الإغاثة إلى المناطق المتضررة ، على أن يترك الجانب السياسي لما بعد تثبيت الانسحاب والهدنة وعودة الاستقرار الامني وعودة النازحين ، ومع هذا لم يجبرنا أحد على الحضور وتركوا الأمر لقناعاتنا واحترموها وفشل لقاء القيادات الجنوبية في الرياض ..
باختصار شديد أردت القول أن لا أحد يفرض عليك ما انت غير مقتنع به ، وأن القيادات هي العلة في الجنوب خاصة تلك التي تريد تصفية حسابات سابقة مع الرئيس عبدربه منصور هادي ليس وقتها في ظل جنوب تجتاحه عصابات إجرامية توحدت رغم حروبهم الستة ..
الكل في هذه الشبكة يتهم الرئيس هادي لأن علي محسن الأحمر كاتيوشا يتواجد في الرياض ويؤثر على مجرى العمليات العسكرية على الأرض كما قرأت ..
تصوروا لو أن علي ناصر محمد ومحمد علي احمد وعلي سالم البيض حضروا الرياض ووضعوا يدهم بيد الرئيس هادي الذي قال لي وبصراحة كل الخلافات السابقة يجب أن نضعها خلف ظهورنا ..
كيف سيكون الموقف اليوم على الأرض للمقاومة والتأثير السياسي للمواقف الإقليمية والدولية للجنوب أن حدث مثل هذا اللقاء .
علتنا هؤلاء الذين اتعبوا شعب بكامله عندما كانوا بالداخل حكاما أو تحولوا إلى معارضين في الخارج.
والله على ما أقول شهيد وكلهم أحياء ..
وان الحل هو البحث عن قيادة بديلة تضع الجنوب قبل مصالحها ويمكن أن يكون من بينها من تلك القيادات السابقة التي ترمي خلف ظهرها احقادها السابقة لأن الشعب الذي ورطوه بالوحدة هو الذي يجب أن ينقذوه لا أن يتذاكوا على شعب أذكى منكم باعذاركم السمجة.