لم يعد بمقدور أي جنوب وطني يحمل هم قضيته الكبرى في إستعادة وطن أن يكون متفرجا الى هذه اللحظة والغزاة بكل ماأوتوا من قوة في العدة والعتاد يتدافعون لكسر شوكة صمودها الأسطوري الذي افقدهم صوابهم وجن جنونهم وأرهبهم وخذل كل تخطيطم وأفشل مشاريعهم .
هناك ثلاثة أسئلة تحير كل مراقب للمشهد على جغرافية الجنوب وساحات قتاله وخاصة بعدن وهي,:
- الجنوب يواجه بقدراته الذاتية الشخصية المتواضعة جحافل الغزاة مع من هم متواجدين بأرضه فأين المفترضين ولاءهم لشرعية رئسيهم كجيش يدين له
أين هم لقد تركوها تواجه مصيرها كما تركها هو بلاإدارة محلية فضلا عن قوات تدافع عنها أليس هذا مبعث تساؤل يثير الاستغراب والتوجس منه !؟
- كيف نتفهم الغياب التام والتواري عن المشهد في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ صراعنا التحرري لكل القوى والمكونات السياسية والشعبية في الداخل والزعامات في الخارج وترك الشباب يقاتل ببسالة دون سند معنوي فضلا عن مادي أين هم متصدرين الشاشات والمنصات والاعلام المتشدقين بالقضية الجنوبية أليس هذا وقت نضالهم الحقيقي في سبيل قضيتهم ؟!
- ماذا نقول للذين يتفرجون على عدن وأهلها وهي تدافع لوحدها بخيرة رجالها أمام هذا السيل الجارف الآتي من كل مكان عليها والنابع من تحت أرضها والساكن بين أهاليها ..ماذا يقولون وقد أخذوا عهدا على أنفسهم بالدفاع عنها وتزاحموا عليها عند وجود قيادتهم الشرعية واختفوا معها كغيرهم من المسؤولين المفترض ببقائهم لادارة شئون الناس ومصالحها ألا يثير هذا التصرف الإستغراب ..؟!!
الأسئلة حقيقة تتوالد بمتوالية هندسية محيرة كما يتوالد هؤلاء الغزاة من فوق وتحت الأرض بشكل غريب يوحي بأنهم لم يكونوا مجرد جغرافيا جمعتنا بهم وطن وعيش مشترك بل هي عملية ترانسفيرية أقسى وأمضى مما يفعله العدو الصهيوني في فلسطيننا الحبيب ..!!
عدن اليوم بخصوصيتها وكما هي الجنوب بعمومها وقضيتها العادلة لاتطلب الا مؤازرة الأشقاء والأصدقاء في فعل عسكري على الأرض سريعا وقبل فوات الأوان قبل أن يفرضوا عليها المحتل نفسه كأمر واقع وساعتها تكون كلف التحرير باهضة الثمن في الارواح والمعدات والزمن ..!!
ومع كل مخاوفنا من هذه الافتراضات سنظل نؤكد ان عدن والجنوب صامدة حتى وان عاد إليها الاحتلال من جديد فروح المقاومة لاتنطفئ الا بإنطفاء بركانها الثائر المتجدد .
لك الله ياعدن والنصر للحق دوما وحسبنا الله ونعم الوكيل .
صحيفة الايام