الجنوب .. القضية والمصير

حين ترى الاحداث بكل تداخلاتها بعين المراقب لا المشارك أو المتأمل بنتيجة مسبقة في عقلك فإنها حينئذ تختلف الرؤية والنتائج المستخلصة منها .

في الثورات الطبيعية وفق معطياتها نجد إن سقف الانتصار يكون اعلى في مستوياته من سقف الخيبات التى قد تتراءى للمشاهد من تحليل سطحي غير عميق لجذر المشكلة وتعالقاتها والتداخل البيني العميق بين الداخلي والخارجي كعوامل تأثير سلبا وايجابا .

مانراه اليوم على الساحة الجنوبية هو تجذير حقيقي للذهاب بالقضية الجنوبية نحو منتهاها بحتمية الانتصار لها لعوامل عدة اهمها :

- الالتفاف الشعبي والنخبوي الجنوبي حولها في لحظة من لحظات المفارقة القطعية مع نظام الاحتلال وتعاظم تأصيلها حتى تجاوزت ذلك الى حالة الاستعداد العسكري للقادم .

-الرغبة الجامحة للطرفين الاقليمي والدولي في التعاطي الايجابي مع القضية الجنوبية كمنظور سياسي وليس حقوقي وهو مايوجب علينا استغلاله بكل حنكة سبيلا الى توظيفه في المعادلة السياسية لانتصار القضية.

- الصراع والارباك بين قوى الاحتلال وامكانية اللعب عليها بشكل ذكي على قاعدة التناقض وتبادل الادوار سبيلا منا الى اضعاف الجميع .

- تقارب بين كل القوى الجنوبية نحو وحدة الهدف والخطوات التي ينبغي تفعيلها لخلق قيادة موحدة.

من كل ذلك ووفق ماهو يدور بالجغرافيا الجنوبية نجد ان السبيل نحو انتصار القضية الجنوبية بات محسوما وربما عامل الوقت في التسريع او التأخير يأتي من مدى قدرتنا كجنوبيين لكيفية استغلال الفرص المتاحة واستثمار الايجابيات منها والنأي بأنفسنا عن المناكفات البينية والتخوينات لبعضنا البعض وزرع الشكوك التي يشتغل عليها النظام وهو يجيدها دوما ليحاول عرقلة مشروعنا الوطني لبناء الدولة وهي قاب قوسين أو أدنى منا طال الزمن أم قصر لطالما لهذه القضية شعب يحملها ويحميها ولاضاع حق وراءه مطالب .