ثورة الجنوب حصاد عام ..ابرز محطات 2012

2013-01-04 16:03

سنة جنوبية بامتياز حملت في طياتها الكثير من الاحداث الهامة على كل المستويات في الجنوب المحتل، وتوقف فيها الجنوبيين في محطات هامة نقلت ثورتهم من طور الى طور، ومنها ماشكل منعطفا كبيرا في درب الثورة السلمية،

 

بين الثالث عشر من يناير 2012 والثلاثين من نوفمبر العظيم ما بينهما من البطولات والمآثر التي اجترحها الجنوبيون ليصلوا بثورتهم إلى ما وصلت إليه اليوم، فإذا ما وقف المتابع بين التاريخين لوجد اختلافا كبيرا وتطورا نوعيا.

 

في الثالث عشر من يناير احتفل الجنوبيون بالذكرى السادسة للتصالح والتسامح فكان أن هبوا من جميع المناطق إلى ساحة العروض في خور مكسر ليجدوا قوات الاحتلال قد قطعت العاصمة عدن إلى كنتونات وأقامت الحواجز العسكرية على الطرق وبين المدن في محاولة لمنع الجنوبيين من الوصول للساحة، لكن عشرات الآلاف منهم وصلوا، فما كان من قوات احتلال إلا أن أطلقت النار على المحتفلين بشكل مباشر ليسقط أكثر من ستة شهداء ويصاب العشرات بجروح متفاوتة.

 

والى شهر فبراير الذي حمل بشر ى سارة للجنوبيين بافتتاح المقر الإقليمي لقناة عدن لايف بحلتها الجديدة في العاصمة اللبنانية بيروت، على طريق كسر التعتيم الإعلامي الذي عانت منه ثورة شعب الجنوب ، في الحادي عشر من الشهر – يوم الشهداء -وبرعاية السيد الرئيس علي سالم البيض افتتح المكتب الذي شكل دعما كبيرا لجهود الثوار في داخل الوطن .

 

محطة أخرى بارزة سجل فيها شعب الجنوب موقفا هاما اعتبر المنعطف الأبرز والانتصار الأكبر منوذ سنوات ، حين قررت سلطات الاحتلال اليمني إجراء ما سميت بانتخابات انتخاب منصور هادي رئيسا بموجب المبادرة الخليجية وراعيها السفير الأميركي، ليكون لشعب الجنوب الكلمة الأعلى في أرضه فرفضت كافة فئات الشعب الجنوبي إجراء تلك انتخابات الاحتلال في إي بقعة من ارض الجنوب، وعلى الرغم من حشد سلطات الاحتلال عدد هائل من جندها ومليشيات أمراء الحرب، إلا أن كل المخططات فشلت في إرغام شعب الجنوب على انتخابات اعتبرها المراقبون فيما لو حصلت تكريسا للاحتلال اليمني، فكان شعب الجنوب في مستوى التحدي، وبإصرار منقطع النظير تحقق للجنوب نصر كبير، وبالأرقام اعلن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب نتائج الرفض التي تجاوزت نسبة الستة وتسعين في المائة، في ظل عدم قدرة الاحتلال على إدخال صناديق الاقتراع إلى غالبية مناطق الجنوب، وعلى الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه شعب الجنوب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى في ملحمة التصدي لمخططات الاحتلال إلا أن شعب الجنوب حقق ما يريد.

 

من أهم إحداث العام 2012، ثورة النقابات ومنظمات المجتمع المدني التي شهدت تطورات هامة واعتبرت خطوة متقدمة على طريق التحرير والاستقلال .

 

تباعا فكت جميع النقابات المهنية والعمالية الجنوبية ارتباطها بنقابات الاحتلال وأعلنت نقابات جنوبية خالصة، موجهة ضربة كبرى للاحتلال اليمني وتفكيك قبضته تدريجيا على شعب الجنوب .

 

كما استمر الجنوبيون في إقامة فعالياتهم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية ، في السابع من يوليو كانوا على موعد مع إحياء فعالية يوم الأرض، ومع الدعوة للاحتشاد في العاصمة عدن، لترتكب قوات الاحتلال  ومعها – مرة أخرى – مليشيات حزب الإصلاح اليمني التكفيري مجزرة جديدة بإطلاقها النار على المتظاهرين سلميا في الشيخ عثمان ومرة أخرى يدفع شعب الجنوب بعجلة التحرير والاستقلال بدم الشهداء والجرحى.

 

واظب الجنوبيون على إقامة صلاة وخطبتي الجمعة في شارع الشهيد مدرم برعاية مشايخ وعلماء الهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء والإرشاد التي كانت أيضا ثمرة من ثمرات نضالات الجنوبيين في العام 2012.

 

استمرت التظاهرات والفعاليات والندوات بشكل يومي على مستوى محافظات ومدن وأرياف الجنوب واحتلت العاصمة عدن  نصيب الأسد في كل ذلك.

 

واجه الجنوبيون في هذا العام إرهابا موجها ومنظما من مليشيات حزب الإصلاح التكفيري تصاعد بشكل ملحوظ بالتوازي مع حرب إعلامية شرسة يقودها الحزب الذي انشأ عشرات المواقع والصحف المشبوهة لمواجهة الثورة الجنوبية السلمية بتمويل من أمير الحرب حميد الأحمر ودوائر حزب التكفير، إلا أن مكاءدهم رُدت في نحورهم ونصر الله الجنوبيين عليهم في مواطن عدة، أهمها فعاليات الرابع عشر من أكتوبر الذي كان ردا مباشرا على كل المؤامرات والدسائس، وصولا إلى الثلاثين من نوفمبر العظيم الذي اظهر فيه الله الحق الجنوبي جليا .

 

وبين كل ذلك قدم شعب الجنوب تضحيات جسام وواجه آلة الحرب اليمنية التي لم تبخل على مدن ومنازل الجنوبيين بنيرانها وقصفها المستمر بكرم بالغ، خاصة مع تولي حزب الإصلاح نصف السلطة في دولة الاحتلال.

 

وطوال العام حاولت سلطات الاحتلال الحد ممن نشاط الثورة الجنوبية التحررية فهاجمت الساحات في مدن كا لمعلا والمنصورة مستخدمة الدبابات والمدرعات العسكرية وسفكت دماء نساء وأطفال وشباب وشيوخ عزل، ونشرت القناصة وأطلقت العنان لعصابات الإرهاب المركزي ومليشيات حزب التكفير الذين أوغلوا في دماء الجنوبيين، فما زادوهم إلا قوة إلى قوتهم  وتصميما وعزما على تحرير أرضهم من رجس المحتل اليمني.

 

ركزت قوات الاحتلال على مناطق أكثر من غيرها ونالت مدن كالضالع نصيبا من جرائم المحتلين فقصفت المنازل والقرى بالمدفعية والدبابات ، ومع كل قطرة دم أو هدم منزل على رؤوس ساكنيه تزيد شعلة ثورة الجنوب توهجا.

 

قتل واختطافات واعتقالات بالجملة مداهمات للمنازل وإعدام حتى للنساء داخل دورهن كما حدث مع الشهيدة فيروز في اكتوبر.

 

شهد العام أيضا بروز اللجان الشعبية خاصة في أبين التي ظلت مرتهنة للجماعات الإرهابية وعصابات أمراء الحرب إلى أن هب أبناؤها لتطهيرها ومن لودر إلى جعار ومودية اجترح الأبطال أعظم الانتصارات واستطاعوا تطهيرها خلال أشهر في ظاهرة هي الأولى عالميا التي يتصدى فيها شعب بجهود أبنائه للإرهاب والإرهابيين.

 

تضحيات وشهداء وقصف وقتل من جهة وفعاليات ومسيرات وندوات وصلوات وبطولات من جهة أخرى هي ابرز عناوين العام 2012.