حضرموت ،هل حضر موتها أم يُحضر لِموتها ؟‎

2013-01-03 19:46

 

 

 

حضرموت ،هل حضر موتها أم يُحضر لِموتها ؟‎

عبدالجبار عوض الجريري

من السماء طائرات تقصف ،ومن الأرض دراجات وسيارات تقذف ، برصاصها المسوم تُجاه الحضارم.

ومن البحر سفن وبواخر للأسماك تجرف ، وفي الصحراء شركات للنفط تغرف ،وفي ظهرها جرحاً عميقاً ينزف!

محافظة حضرموت في سكرات الموت !

تتجرع محافظة حضرموت في كل يوم مصائب ونكبات ،حلت عليها منذ الستينات ، وأشتدت وطأتها بعد التسعينات ، وأستفحل أمرها في هذ الأيام العصائب ، التي كثرت فيها الأغتيالات ،بحق كوادر حضرموت الأمنية ، حتى تكاد هذه العمليات تكون يومية، مخلفة وراءها مزيداً من الدمار والجرائم الدموية ، التي يندى لها الجبين وتتفطر لها القلوب الزكية.

إن محافظة حضرموت شُنت عليها حرباً شعواء، من البر والبحر والسماء، طالت جبالها ووديانها ومدنها وقراها وبقية ترابها في الساحل والوادي والصحراء!

لقد جُنِّ جنون أولئك الأعداء،فراحوا يتفننون في أختيار الأساليب الهوجاء,للنيل من حضرموت ورجالاتها الأكفاء، لأسباب  نعدمها تماماً ، غير أننا نستطيع أن نقول أن هدفهم المنشود، من وراء هذه الحشود التي تكالبت  علينا في ظلم وجحود ، تدمير حضرموت هو المقصود، وهو مايطمحون إليه من خلال فعلهم الحقود.

إن ماتمر به حضرموت من أهوال ،وما يستهدفها من شر الأعمال ،يتطلب وقفة رجولية واحدة من كل الأجيال، وأن نترجم أقوالنا إلى أفعال ، لكي نقول لهم يكفي ما أوصلتونا إليه من سوءِ حال ، فبَعد اليوم السكوت منّا أبداً محال، فلا عاد فينا صبراً يُحال ،دون الوصول إلى ما نرقي ونطمحُ إليه من أمآل.

 إن أبناء حضرموتَ طفح كيلهم ،وأشتد ليلهم، وبلغ مبلغه ضيمهم ، ولقد بداءَ يغضب حليمهم، وسبق وأن قالت العرب إحذر غضب الحليم،وبداءَ بحمل المهندِّ صغيرهم ، من جور الفقر وقهرهم ،شاخ فتيّهم ، وأُسقِط من بطون النساءِ جنينهم ، فهلّا بعد هذا نأمل هدوهم أو سكوتهم ؟!

هيهات هيهات بعد الآن منّا الذل ، فلقد نصحنا ولكنَّ الناصحَ قد مل ، سئمنا من تكرار النصحِ لما لاقيناه من استهتار ،من قبل أولي الأمر حماة الديار.

فأبناء حضرموت اليوم يئنون أنين الثكالى ، ويبكون بكاء اليتامى،ويذرفون دماً في تسائل لما بلدهم صارت خراباً ؟

طيبتكم أيها الحضارم، وسماحتكم  أيها الأكارم ، جعلتكم تكونوا لغيركم غنائم، يقودونكم مثل البهائم، ويفعلوا فيكم أصناف الجرائم!

فأين عزكم أيها الحضارم ،ياأولي العزائم ؟ إلى متى يستمر صمتكم إزاء الظلم الواقع عليكم، آن الأوآن لأن تتحركوا بالكفاح، وتحملوا على كاهليكم السلاح، فلم يعد شيء يجدي لكم نفعاً غير الـسـلاح ،ثم الـسـلاح ،ثم الـسـلاح.