لم يعد الأمر بتلكم السهولة التي أعتدنا عليها في سابق الأيام ، بل باتت القضية في صميم مطلب أبناء الجنوب المرفوع يومياً من خلال الألسن والشعارات والأيادي المتوحدة المتراصة .
لقد أضحت حاجة الجنوبيين في عقد المؤتمر الجنوبي الجامع قبل 30 نوفمبر ملحّة أكثر من أي وقت مضى .
فمع تزايد أعداد الجنوبيين المعتصمين في الساحات يوما بعد آخر ومع الإنخراط المستمر من قبل الهيئات والمنظمات والنقابات الجنوبية في الثورة بات الكل يدرك تماما أن المسألة الوحيدة التي يفتقد إليها شعب الجنوب اليوم هي عدم وجود قيادة شرعية - بمعنى الكلمة - تحمل مطالب شعب الجنوب وتستطيع أن تتحدث باسم الجنوب عامة أمام الدول والمنظمات والهيئات الخارجية .
فغياب هذه القيادة ربما يكون السبب الوحيد الذي قد يؤدي - لا قدر الله - إلى وأد الثورة الجنوبية وإفشال التصعيد الثوري المرتقب في 30 نوفمبر ؛ ذلك أنه لا يمكن لأحدا أن يقدم دعما للجنوبيين في ظل صراع الأجنحة الذي يشهده الحراك الجنوبي وفي ظل العشوائية التي تخطت في بعض جوانبها كتاب غينس للأرقام القياسية .
أملنا اليوم وأمل شعب الجنوب قاطبة على الله تعالى ثم على مخرجات المؤتمر الجنوبي الجامع الذي أصبح يمثل نقطة فارقة في مسار القضية الجنوبية قبل انعقاده .
المطلوب وبكل اختصار من كل القادة الجنوبيين المشاركة في هذا المؤتمر لله ثم لأجل شعبهم المرابط في الساحات والميادين ، وأن يتركوا الخلافات الجانبية وراء ظهورهم ويعلوا مصلحة شعبهم وقضيهم على المصالح الضيقة والشخصية وبذلك يمكن لنا أن نثق في هذه القيادات ونطمئن أنفسنا بأن مصير ومستقبل الجنوب بات في أيدي أمينة تستطيع رعاية شعب الجنوب وحماية مكتسباته المستقبلية وضمان أمنه واستقراره في المرحلة الصعبة وهي مرحلة ولادة الدولة الجنوبية وقيامها من جديد .