الأمة العربية بين الفرح والشقاء في استقبال العام الجديد !
عبدالجبار عوض الجريري
أمسينا على الولوج عام في عام جديد أتى بعد أن قضي أخوه الأصغر عام 2012م بكل ملفاته وطياته أسعاده وأحزانه ، آلامه وأفراحه ،سكناته وحركاته، أنصرم عام 2012 ولن يعود بعد ذلك أبداً.
لقد حدثت تغيرات كثيرة في ذلك العام المفرح المحزن ،ووقع الكثير والكثير الذي لم يكن في الحسبان ! ويقبل علينا عام 2013م بحلة وليدة بهية زهية يحمل لنا في جعبته ما لا نعلمه أبداً ، يحمل مجهول ربما يكون سعيداً وبرما يكون محزناً غير أنه في كل الأحوال يحملعهة ولا مناص من أن يلقيه علينا شيئاًً فشيئاً.
يحل علينا عام 2013 والأمة العربية والإسلامية تعيش أجواءً مشحونة بالتوتر والعنف وبعضها مفعمة بالحرية والخير الوفير .
بشقيها السعيد والحزين تستقبل الأمة هذا العام االجديد،في ظل صراع قاس يدور رحاه في سوريا التي لم يترك لها الأسد متنفساً من الوقت لكي تفرح وتبتهج.
وكما أعتدنا عليها هي الأخرى تعيش في ظلام حالك تنتظر قدوم الفجر الذي بدأت مبشراته تبرق من غزة هاشم، فلسطين تمر الأعوام عليها تلو الأعوام ولا زالت تقبع سجينة مكبلة تحت يد الإحتلال الغاشم الذي لم يعطها هو الآخر فسحة للسعادة.
وتلك حاضرة العرب وأم الدنيا ولدت من جديد بعد أن تغير حالها فأصبحت شابة فتية قوة وذلك بعد أن كانت عجوزاً شمطاء بسبب نظام حسني مبارك،الذي أصبح طريح الفراش في السجن، مصر تعيش متنفساً جديداً يشم هواه كل العرب متنفس مفعم بالأمل والحرية والديموقراطية.
وغير بعيداً عنها تتلذذ تونس الأبية بلحظات طالما أنتظرها الشعب التونسي ،لحظات مليئة بالكرامة والعيش الهنيء الذي حلم به الشعب قبل أن يثور على بن علي، وهذه شقيقتها ليبيا وما أدراك ماليبيا لييبيا الحرة ليبيا العطاء والإباء، تعيش ليبيا أوقات لم تكن تحلم بها في يوم من الأيام بسبب القهر الذي كان يفرضه نظام معمر القذافي ،وهاهي الآن تفرح مع شقيقاتها بقية دول الربيع العربي بقدوم عام جديد له طعم مختلف عما كانت تتناوله أيام القذافي.
وأخيراً بلاد اليمن التي كانت تسمى قديماً اليمن السعيد ،لقد أتت سنون عجاف على هذه البلاد فجردتها من إسمها الذي كانت تعرف به بين البلدان، فأصبح حالها شقي بعد السعادة،وحزن بعد البهجة،ودمار بعد البناء،وخراب بعد إعمار.
إن ماتعيشه اليمن من مصائب جم وأهوال عظام يجعلنا نتشاءم بقدوم العام الجديد الذي نشعر بأنه سوف يكون أسوأ من العام الذي سبقه!
ولاسيما مع تسارع وتيرة القتل والإغتيالات،وعدم تلبية مطالب أبناء الجنوب في إعطاهم حقهم في تقرير المصير، وهو ما قد يجعل الأوضاع المأسوية تستمر على ماهي عليه إلم تتفاقم ويستفحل خطرها.
من حقنا أن نتسائل متى سنفرح بقدوم عام جديد مثل بلقية شعوب الأرض؟ أم أنه كتب على اليمن السعيد أن تعيش في تخبط نتيجة لسؤ الإدارة للبلاد؟ سؤالا أترك الإجابة عليه لما تسفر عنه أيام عام 2013.