المهندسان البارعان‎

2014-11-04 21:46

 

البراعة والإبداع صفات خلقها الله تعالى وهي ليست حكراً على مخلوق دون آخر ،وما أكثر المبدعين الذين أثروا العلوم المختلفة والمجالات المتعددة بصناعاتهم المميزة وخبراتهم المتجددة .

 

المهندسان الشقيقان سالم عوض البخيت و عمر عوض البخيت من أبناء المشقاص بحضرموت تميزا كثيرا في مجال الهندسة الكهربائية والألكترونية وتصليح السيارات حتى باتا أيقونة إبداعية يتغنى بهما كل من يعرفهما أو يسمع عنهما وعن إبداعاتهما التي أذهلت الكثيرين في بعض حالاتها .

 

ومن تلكم الأعمال التي يقف الإنسان إجلالاً وإكباراً أمامها ما صنعه المهندس عمر عوض البخيت على صعيد أجهزة فتح الأبواب وربما يكون الجهاز الأول من نوعه في اليمن وحتى العالم أجمع ، حيث قام بصناعة هذا الجهاز لجعله يعمل على فتح الأبواب من خلال بصمة الصوت ، فبمجرد أن تقول الكلمة السرية وبنغمة خاصة ينفتح الباب تلقائياً دون اللجوء إلى استخدام اليدين لذلك .

 

بيد أن المحزن في الأمر هو قيامه بتكسير ذلك الجهاز بعد نجاحه وإثبات جدارته ، فلما سألته عن سبب ذلك قال : كنت أود أن أثبت أنني قادر فعلاً على صناعة هذا الجهاز فلما صنعته وجربته ونجحت  حققت هدفي فقمت بتكسيره وأنا الآن قادر على أن أصنع الكثير أمثاله .

 

لم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل قام أيضاً بصناعة جهاز آخر يعمل على أي باب وخاصة الأبواب المستخدمة في مجتمعنا سواءً الخشبية أو المصنوعة من الألمنيوم وهذا الجهاز شبيه بالأول غير أن وجه الأختلاف هو فتحه للأبواب من خلال أرقام سرية وليست نغمات وأصوات سرية مثل الأول .

 

ويستمر إبداع الأخوين الشقيقين فليس المهندس سالم عوض بأقل خبرة وقوة إبداعية عن شقيقه عمر بل يضاهيه في بعض الحالات ومن جملة ما قام به صناعته لجهاز الكتابة الضوئية والذي يعرض من خلاله كل ما يكتب عليه في الهواء دون الحاجة إلى وجود خلفية عرض خاصة تعرض الكتابه ، وقد ساهم المهندس سالم في صناعة الجهاز مع فريق طلابي من كلية الهندسة بجامعة حضرموت والذين لم يستطيعوا إكمال مشروعهم التخرجي المتمثل في هذا الجهاز إلا بمساعدته بعد ما أشار عليهم بعض الأشخاص بالتوجه إليه لخبرته الفذة في الألكترونيات .

 

وحصل المهندس سالم بعد نجاح المشروع وتجربة الجهاز الذي أثبت جدارته حصل على شهادة تقديرية من كلية الهندسة بجامعة حضرموت مثلت كبراءةِ أختراع له على الجهود التي بذلها مع الفريق الطلابي لإنجاح مشروعهم المتميز.

 

كما تفوق المهندس سالم عوض وبرع في تصليح السيارات وخاصة الأنواع الجديدة منها ، فقد حصل ذات مرة أن رجلا أغلق جميع أبواب السيارة والمفتاح بداخلها فحاول فتحها ولكنه لم يستطع ، فاستعان بالمهندسين من ذوي الأختصاص ولكنهم فشلوا أيضاً في ذلك ، فبعد أن يأس أشار عليه البعض بالتوجه إلى المشاقص حيث تقبع ورشة سالم عوض ، فتوجه إليه وأبلغه بما حدث له ، فطلب منه المهندس سالم أن يفتح جواله ويضعه بالقرب من السيارة وكانت السيارة بعيدة عن ورشة المهندس ففتح الرجل جواله ووضعه بالقرب من السيارة فقام المهندس سالم بإرسال موجات خاصة عبر الأقمار الصناعية باستخدام شبكة الإنترنت وتمكن من فتح السيارة وسط ذهول واندهاش صاحب السيارة .

 

وتطول القائمة عن سرد إبداع هذان المهندسان ، فلقد تميزا كثيرا بدون أي دعم من أي جهة ، فكيف سيكون حجم تميزهما ياترى حينما يكون هناك جهات داعمة لهما ولإبداعهما وخبرتهما التي تخطت في بعض أوجهها الخيال ؟

 

هذان المهندسان بحاجة إلى بيئة تراعهما وتساندهما لأن التميز حينما يفتقد إلى البيئة المناسبة فإنه قد يتلاشى ويندثر مع مرور الوقت .

 

لذلك نأمل من الجهات المعنية والمختصة في حضرموت وخارج حضرموت أن تعمل على الأهتمام بهذه العقول النيرة ، وتطويرها ومساندتها حتى تصل إلى مصاف العقول الغربية واليابانية ولما لا ونحن كنا يوما قادة العالم في العلم والمعرفة والأختراع .