دعوة بقشان للحضارم ان يتركوا السياسة والتوجه الى التعليم
حسن بن حسينون
مع بالغ الاحترام والتقدير لرجل الاعمال المهندس الشيخ عبدالله بقشان ولكل فرد من افراد هذه الاسرة التي يشهد لها القاصي والداني داخل حضرموت وخارجها على ما قدمته ومازالت تقدم كل ما تستطيع تقديمه في سبيل نهضة وتنمية الارض والإنسان في هذه الارض الطيبة وخاصة في كل ما يتعلق بالخدمات الاجتماعية وفي المقدمة تبني الطلبة المتفوقين في دراستهم ما بعد التعليم الاساسي، وعلى نفقة الرجل المحسن الشيخ عبدالله بقشان حتى الى اعلى المستويات الدراسية الجامعية وما بعد الجامعة، ولست ابالغ اذا قلت بأن لنا ابناء من بيت حسينون ضمن العشرات ممن تبناهم الشيخ عبدالله بقشان.
غير ان ما لفت انتباهي ما كتبته صحيفة الشارع بتاريخ 14/11/2012م على لسان الشيخ بقشان والذي جعلناه عنواناً لموضوعنا هذا " دعوة بقشان للحضارم ان يتركوا السياسة والتوجه الى التعليم "..ذلك ما لم اصدقه حقيقة ان يأتي على لسان شخصية حضرمية مرموقة كالشيخ عبدالله, مع علمي ان هناك بعضاً من الصحف تحاول ان تستدرج ضيوفها في المقابلات الصحفية فتختلق بعض العبارات من ذاتها ثم تنسبها للضيف الذي لم يقلها بالمطلق حتى يجد نفسه في موقف حرج فيما لو أراد النفي او التكذيب, ولا اعتقد ان الشيخ الفاضل يجهل ما تعانيه حضرموت والمواطن الحضرمي الذي تريدونه ان يترك السياسة ويتوجه للتعليم طيلة الفترة السابقة ما قبل الوحدة وما نتج عن تلك الوحدة من حروب وصراعات دامية، والتي اقدم عليها المتنفذون في النظام اكان في الشمال او في الجنوب والذين تعاملوا مع مواطنيهم كقطيع من البهائم ليس من حقهم المطالبة بحقوقهم المشروعة، فليس لهم حقوق إلا بما يتصدق به عتاولة الفساد والاستبداد كما لا يحق لهم ان يعرفوا شيئا اسمه سياسة، لأن معرفتهم للسياسة هي بالتأكيد معرفتهم لحقوقهم المسلوبة ظلما وعدوانا ومن ثم النضال بمختلف الاشكال والأساليب لأن حقاً من ورائه مُطالب لا يضيع، كما ان الحقوق تؤخذ ولا توهب بالمجان.
اما حضرموت -استاذي العزيز- في الوقت الحاضر تعيش في اتعس ايام تاريخها، وكذلك المواطن الحضرمي الذي يسير بخطى حثيثة على طريق التهميش والعبودية، وهذا المشهد لا يمكن لكل ذي بصر وبصيرة ان ينكره، وإذا كانت الحكمة تقول ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، اي لابد من كرامة ملازمة للخبز، فإني اقول بأن لا خبز ولا كرامة يمكن ان ينالها الحضرمي في وطنه بعد ان اصبحت ثرواته الطبيعية يستولي عليها الغزاة من خارج حضرموت، والذين يمكن ان نطلق عليهم بالمحتلين الذين استولوا على كل شيء، وبالذات السيطرة السياسية التي تدعو -أنت- الحضرمي ان يبتعد عنها وكذا السيطرة الاقتصادية, وإذا كانت السيطرة البريطانية للجنوب بدون صرف عقود تمليك للبريطانيين، فان سيطرة الاحتلال اليمني المتخلف قد استولى على كل شيء (الاملاك الخاصة والعامة) من مصانع وشركات ومرافق حكومية والبسط على الارض بالكيلومترات لعتاولة الفساد والمتنفذين، وخاصة أمراء الحرب في المؤسستين العسكرية والقبلية، وإبرام وصرف عقود تمليك بما في ذلك بعض القطاعات النفطية في أكثر من محافظة.
والاهم من كل ذلك، والذي لم يدركه بعض الغالبية من الحضارم، أن من يحمي مصالح جميع هؤلاء في حضرموت هي القوة العسكرية ممثلة بقيادة المحور الشرقي والقوات الضاربة الخاصة بحماية قطاعات الانتاج النفطية والغاز.. ثم نسأل هنا كل من ينتمي لحضرموت (أرضاً وإنساناً)، والذي تعز عليه حضرموت: هل جاء زحف كل تلك الألوية والفرق العسكرية البرية والجوية والبحرية والخبراء والجواسيس وتوظيف عشرات الالاف من الحضارم لخدمة اهداف الغزاة، هل جاء بصورة طبيعية ووطنية أم بالحرب والعدوان.. وكمان نسأل ونسأل: كم نصيب المواطن الحضرمي من هذه القوه؟.. بالتأكيد لاشيء (صفر), وكم عدد ممثلي حضرموت في المؤسسات الرسمية وخاصة المؤسسة التنفيذية, فجميع القيادات في كل المرافق هم من خارج حضرموت.
إذا كان الوضع اليوم عزيزي بقشان على هذه الحالة المأساوية فكيف سيكون مستقبلا.. ألم نكن على حق بأننا نسير على طريق التهميش والعبودية؟!!
أخيراً وليس بآخر.. تُطالب الحضارم بأن يتوجهوا الى تعليم ابنائهم؟.. نؤكد ذلك مرة اخرى بأن عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية والمدارس الثانوية قد أغلقت في وجوههم ابواب الوظيفة في وطنهم حضرموت بينما فتحت للوافدين من خارجها لأن من يسيطر على السياسة في حضرموت هم من خارجها، أما الحضارم في بعض المرافق الحكومية ماهم إلا احجار على رقعة الشطرنج , ومن لا يمارس السياسة في وطنه فلا وطن له غيره.
وحول العلم والتعليم الذي تدعون اليه فلا يمكن ان نصل اليها بهذه الآمال والأحلام الوردية إلا في مدينة افلاطون الوهمية، وليس في ظل نظام وحكومة جزيرة واق الواق.