سئل الإمبراطور الإثيوبي هيلاسيلاسي مرة عن الكثير من المشاكل والصعوبات والأزمات التي واجهت إثيوبيا طيلة خمسين عاماً من حكمه وكيف تعامل معها؟. رد قائلاً: كل تلك المشاكل والأزمات لا أعيرها أي اهتمام، وأتركها للزمن، فهو كفيل بمعالجتها، فالزمن بالنسبة لي أهم من كل المستشارين والمساعدين في حل ما يواجهني، وإن المشاكل مع مرور الوقت تذوب وتنتهي وينساها المواطنون.
وهنا أحب أن أذكر أحبائي وأصدقائي في الحراك الجنوبي في عدن، الشيخ عثمان والمنصورة وكريتر والمعلا والتواهي والبريقة، وكذلك محافظة الضالع ولحج وحضرموت وأبين وغيرها، ألم تتعرض حركتكم لأبشع الانتهاكات على يد قوات الجيش والأمن من قتل وتعذيب في السجون وكذلك المطاردات، مثل تلك التي حدثت (يوم أمس الأول) وذهب ضحيتها المناضل الشجاع والمقدام خالد الجنيدي.
أقول صراحة لقد تناسى الناس تلك الأحداث الإجرامية مع مرور الوقت، عدا ذكر بعضها في الساحات، وبتكرار ذكرها تصبح مملة، وفي مقدمة من يملها المتواجدون في ساحات التجمهر والاعتصام قبل أن يملها المواطن العادي.
إن ما هو مطلوب منكم في الوقت الحاضر وفي المستقبل:
أولاً: الابتعاد عن أي ممارسات تسيء لحركتكم، وفي المقدمة ما يتعلق بمصالح الناس، وخاصة غلق الطرقات الحيوية العامة، وكذلك ما تقدمه بعض المحلات الخدمية للمواطنين مثل البقالات والصيدليات ومحلات بيع الخضار والفواكه وحركة السيارات والتنقل وسيارات الإسعاف إلخ؛ لأن التعرض لمثل هذه الأماكن يسيء لحركتكم، وبه تقدمون خدمة مجانية لمن يرتكب بحقكم مختلف أشكال الانتهاكات الإجرامية.
ثانياً: كل التنديدات وإصدار البيانات والفوضى والعنتريات التي يقدم عليها البعض لن تجدي نفعاً، وبدلاً من كل ذلك ما عليكم إلا أن تبحثوا عن بدائل ومعالجات حكيمة وصائبة بعد الوقوف أمام تجربتكم الماضية وتقييمها، سلباً و إيجاباً.
ثالثاً: نظام صنعاء ومن سيخلفه مستقبلا لا يؤمن بالحرية ولا بالديمقراطية، الديمقراطية خدعة صيغت حتى يقبل النظامان بوحدة 1990م، وقدمت باسم الحزب الاشتراكي، وعلى أساس خيارها الوحدوي تمت الوحدة، وبعد ثلاث سنوات من المكايدات والاغتيالات السياسية انتهت بإعلان الحرب وانتصار القبيلة والعسكر على الوحدة وخيارها الديمقراطي في 7/7 /1994م.
* الأيام