للديناصور في أيتامه شئون

 

مثلما في الدين سلفيون لازالوا يحلمون بأيام مضت ويتمثلون القعقاع ويتسمون به.

ومثلما في القومية سلفيون لازالوا يحلمون ويتمثلون شخصية جمال عبدالناصر ناصر.

ومثلما الطائفيون العروبيون يحلمون ويتمثلون شخصية صدام .

 

هنالك في الحراك الجنوبي سلفيون كان تاريخ الجنوب في أشد لحظاته قتامة قد لفظهم من قاعته الملوثة إلى السطح ليلوثوا اللحظة النضالية الراهنة ويفرضوا ليس ظل الديناصور السلفي القومي والأشتراكي والوحدوي فحسب بل تناقضاته وإنفصامه على أنفسهم وعلى الحراك حتى أصبحوا كالماء الذي يحسبه الظمآن ماء وهو سراب بقيعة.

 

ماذا قدموا للحراك الجنوبي منذ تأسيس مجالسهم غير الشقاف.

لم يكن حديثهم عن النضال بقدر حديثهم عن شرعيتهم وتمثيلهم الوحيد للنضال الجنوبي فالذاتي لديهم يغلب الموضوعي بطريقة سافره.

 

أول آياتهم أن الديناصور الروح القدس للجنوب الذي لا يأتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

 

أما الآية الثانية فتنازل منهم للباعوم الصغير مع ادراكهم أن الباعوم الكبير ذو التاريخ النضالي المشرق أصبح صحياً خارج الجاهزية وهم لا يمانعون من عقد الصفقة فالباعوم الصغير يبحث عن المال وهم يبحثون عن الغطاء النضالي والسياسي للباعوم الكبير، وتمت المقايضة وكلٍ أخذ الذي ينقصه.

 

الديناصور الأكبر صاحب الرئاسة والشرعية وبرغم معرفتهم أنه هو أيضاً خارج الجاهزية إلا أن رئاسته وشرعيته الموهومة يشكلان كما يعتقدون سور لصد الآخر الجنوبي ودفعه دفعاً تحت بهرجة الشعارات وسطوة الخطاب الفاقع للتسليم له وبالتالي التسليم لهم.

هم شرف وعقل وضمير وقيادة الشعب الحقيقية فهذا قد كان وهذا ما يجب أن يكون.

 

أنظروا للصورة هنا كلهم يعتلون المنصة وكلهم ينازع على الميكرفون تحت ظلال صورة (الشرعي الأعظم)، أتدرون الخلفية النفسية لهكذا سلوك؟ أنها عدم الثقة فيما يفعلون وفيما بينهم البين، وعدم الثقة هذا آت من أن لا مشروعية للشرعي المُدعى ولا قيادة للمريض شفاه الله.

 

عدم ثقة في ذواتهم لأنهم بددوا أي رصيد ان كان لهم رصيد بتدمير الحراك بالخلافات والأستقطابات وأحياء النفس المناطقي وتحويل المكونات إلى إقطاعيات وكم سنعدد من مشكلات حقيقية خلقوها هم في جسد الحراك حتى بات معلولاً، لذلك ولكي يوارون سوآتهم وعوراتهم يتزاحمون على المنصات والميكرفونات لتأكيد ذواتهم المريضة مجدداً وكأن الجنوبيين قطعان من المعتوهين سيصدقونهم.

 

أوجه الدعوة مجدداً للبيض أن يتنحى جانباً لأنه الديناصور الأكثر دفعاً للجنوب نحو تمزق وتشظي جديد.

 

هؤلاء وأن كانوا قله لكن الأوتار الحزبية والمناطقية التي يعزفون عليها من خلف الكواليس تسهم في دفع الجنوب وهو واقع تحت الإحتلال إلى أنتحارات متعددة.

 

ما أعظم هذا الشعب لكن مأساته الكبرى أن من يدير دفة البروبوجاندا هنا هم هؤلاء حتى صدقهم البعض ومن كثر أكاذيبهم صدقوا أنفسهم.