من سيكسب الحوثي أم القاعدة

2014-09-29 09:42

 

لعل العنوان قد يستفز البعض فلا مقارنة بين الطرفين فالقاعدة مجموعة منبوذة ومحاربة محلياً وعالمياً وحربها مفخخات في الأغلب أما الحوثي حركة شعبية معترف بها صارت تحكم اليمن اليوم ولديها كل أنواع الأسلحة. أقول لغير المتابع سيكون السؤال فعلاً غريب لكن للمتابع والباحث فأن هذا السؤال جوهري ومهم للأسباب التالية:

 

- علي محسن وحميد الأحمر والزنداني كرعاة لبعض فصائل القاعدة لم يكونوا أفراداً فحسب يختفون وتنتهي المشكلة ولكنهم نسيج متكامل من البشر والإمكانيات والبنية التحتية ووسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي تجعل من وجودهم بين أتباعهم وأنصارهم شي حقيقي ففي أي مكان كان علي محسن يستطيع أن يتشاور مع أي كان ويتواصل ويعطي التوجيهات فالبنية التحتية للإرهاب قائمة ولم تمس.

 

- حزب الإصلاح وأن تلقى ضربة قوية أفقدتة جناحية القبلي والعسكري لكن بنيته التنظيمية لم تمس وبما أن الحزب جزء من حركة الأخوان المسلمين فقد أصبح له ثار داخلي وثأر خارجي وسيكون مضخة ضخمة ستضخ آلاف الأرهابيين لجسد القاعدة وسيكون العنوان الطائفي عنواناً لذلك وفي مجتمع فقير فيه ملايين من الشباب العاطلين لن تعدم الدعوة الآلاف ممن سيتلقفونها.

 

- علاقة علي عبدالله صالح بالحوثيين علاقة مصلحة وبعد ازاحة علي محسن وحميد والزنداني يكونوا قد أدّوا لصالح الخدمة التي كان يطلبها.

 العلاقة بين الطرفين ستعود لنقطة الصفر لأن الحساب القديم بينهما معلقاً وصدقوني الخشية والخوف التي يعيشها صالح اليوم أكثر من حكم الأخوان أنفسهم ولذلك سيعمل على أضعاف الحوثيين من ناحيتين الأولى سيشغل مكنة الفساد الضخمة التي بناها في جسد الدولة طوال فترة حكمة لإفشال الحوثيين ودفع الحاضنة الشعبية بعيداً عنهم أن لم يعمل على أن تنقلب عليهم، ومن الناحية الأخرى سيشغل فصائل القاعدة المرتبطة به لضرب الحوثيين لأن الحرب الشرسة بين الحوثيين والقاعده ستجعل من علي عبدالله صالح أمام الإقليم والغرب قارب النجاة وهناك مؤشرات أن دول من الإقليم تتواصل معه وستمده بالمليارات لتقويض الثورة الحوثية.

 

- الحوثيون أنفسهم فرقة جاءت من منطقة منعزلة وتربوا هناك على فكر عقائدي طائفي يقوم على مبدأ الأصطفاء والمظلومية وهم بارعون في الحرب لكن أدارة دولة فاسدة ومجتمع متعدد أمر مختلف تماماً.

 

أن الثورة الحوثية أن صح أن نطلق عليها هذه التسمية تركت كل شي في صنعاء كما هو بدل أن تكون ثورة تدك معاقل الفساد والإرهاب والإستبداد وتقود الفاسدين للسجون وقاعات المحاكم. لذلك أتوقع أن تتضافر العوامل لإفشالها لذلك أقترح عليهم التالي :

 

١- اصدار اعلان دستوري وتشكيل مجلس حكم إنتقالي أن لم يرأسه عبدالملك الحوثي تسند رئاسته لشخصية يمنية نزيهة يقود مرحلة إنتقالية تحدد مدنها وفقاً لمهامها.

- تشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات النزيهة تتصدى لمهام المرحلة الإنتقالية.

- تعيين قيادات عسكرية وأمنية جديدة من الضباط الصغار وإعادة بناء القوات المسلحة ووزارة الداخلية على أسس وطنية وتنظيفها من الفساد والضباط الفاسدين.

- إدارة حوار ثنائي بين الحوثيين والجنوبيين أساسة رؤية أنصار الله التي قدموها لمؤتمر الحوار وأي حل يتم التوصل اليه تكون الكلمة الفصل فيه لشعب الجنوب من خلال استفتاء شعبي ليحظى بالمشروعية.

 

بظني أن هذه المقترحات ستجنب الحوثيين السقوط ما لم فانهم سيفشلون وسيكون سقوطهم أقوى وأقسى مما حدث لخصومهم.